drawas

454x140 صوت واضح

هل تكون سقطرى الإمارة الـ8 للإمارات والمهرة المنطقة الـ14 للسعودية؟

yemen2يحط يناير بكل تفاصيله المظلمة ترحاله على الجنوبيين هذا العام وسط عودة التوتر بين طرفي السلطة تلك التي ظل التحالف يعزف على أوتارها كطقوس دامية تمتد إلى حقبة الثمانينات، والهدف كما بدا واضحاً في سقطرى والمهرة، هو إشغال الجنوبيين بالصراع على سلطة لا يملكون قرارهم فيها، على أمل استكمال تنفيذ أجندة التحالف التي من شأنها إبقاء يد التحالف العليا مستقبلا.

في عدن يعود الرفاق في الماضي لممارسة طقوس التصعيد السنوية بعروض عسكرية هدفها استعراض كل طرف لقوته في وجه الآخر وإيصال رسائل بأن نيران يناير من العام 1983 لم تخمد بعد، فمعسكرات الحماية الرئاسية التابعة لهادي أعلنت جاهزيتها لضمان تأمين عودته وأعضاء برلمانه إلى المدينة، وذلك بعد أيام من العروض العسكرية، في المقابل دعا القائد الميداني لقوات الانتقالي أبو اليمامة اليافعي قواته إلى رفع الجاهزية القتالية لما وصفها بـ"المعركة الحاسمة" في إشارة تحذيرية من مغبة عودة هادي الذي ظل الحزام المدعوم إماراتياً يصعد في وجه عودته خلال السنوات الماضية.

وعلى وقع هذا التصعيد شهدت أبين مواجهات بين مسلحين والحزام الأمني وامتدت نيران الصراع إلى شبوة حيث شنت عناصر النخبة هجمات على طقم لقوات هادي مكلف بحماية أنبوب للنفط.

إضافة إلى حضرموت حيث تحاول النخبة الحضرمية التمدد في مناطق سيطرة قوات هادي بعد قطعها الخط الرابط بين حقول النفط في وادي وصحراء حضرموت الخاضع لسيطرة قوات هادي وميناء الضبة الخاص بتصدير النفط، وهذا مؤشر على تحضيرات لمواجهات محتملة يقودها فرج البحسني العائد لتوه من السعودية قد تشهدها تلك المناطق في إطار مساعي التحالف لإنهاء وجود هادي وحكومته جنوباً وشرقاً.

مساعي التحالف لإشغال اليمنيين بصراعاتهم امتدت إلى مأرب حيث تحاول الإمارات إيجاد موطئ قدم لقوات طارق صالح حتى يتسنى لها إشعال فتيل مواجهة مع قوات هادي هناك.

ومثلها تعز حيث تحاول الإمارات لملمة المؤتمر الشعبي العام من جديد بتعيين محافظ جديد وبما يمكنها من ترجيح كفة أبو العباس في مواجهة الفصائل الأخرى التي تحسبها على الإصلاح وقد سبق للإمارات وأن فشلت في حربها على المدينة وأهلها مع أنها عملت على تمزيق المؤسسة العسكرية بالمحافظة بدعم وحدات كاللواء 35 مدرع الموال للناصري والذي ضمت إليه كتائب أبو العباس سابقا.

في الوقت الذي يئن فيه اليمنيون على وقع صراعات تجار الحروب وأرباب الفتن، تحاول السعودية والإمارات تسوية وضعهما وترسيخ وجودهما في مناطق كانت هدفهما من الحرب أكثر من "الشرعية" نفسها، فالإمارات تواصل ابتلاع جزيرة سقطرى وقد استدعت مؤخراً السلطة المحلية لمناقشة قضايا المحافظة بعد يومين فقط على إعلان أحد حكام إمارة عجمان سعي الإمارات لتجنيس أهالي الجزيرة وضمها لتكون الإمارة الثامنة، ومثلها السعودية التي تسعى لأن تكون المهرة المنطقة رقم (14) السعودية، حيث تواصل الانتشار في المهرة باستحداث نقاط عسكرية وإشعال فتيل الصراعات القبلية وليس آخرها محاولة تهريب نجل شيخ موالي لها بعد قتله اثنين من جنود الأمن المركزي، فالتحركات الأخيرة والمتمثلة بعرض عسكري لقبائل آل كثير الموالية للرياض تشير إلى أن الرياض تتجه لاستخدام سوط القبائل لجلد الأهالي المناوئين لها بعد أن دمرت الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظة أرست سلطة محلية موالية لها بسلبياتها وإيجابياتها.

كاريكاتير