drawas

454x140 صوت واضح

تعز .. الوجع اليومي والكارثة المقبلة بين "مقاومي"الأمس، و"بلاطجة"اليوم

taaez6بينما كان أهالي سوق المتحدين في تعز يجردون ما دمرته اشتباكات فصيلين خلفت ، الأحد، 4 مصابين واضرار مادية كبيرة في ممتلكات السكان، وصلت أنباء مفجعة أخرى من أطراف المدينة الجنوبية تفيد بمقتل شابين وإصابة 3 آخرين بمواجهات بين نقطة عسكرية وطقم عسكري.

في الأولى كان القتال يتمحور حول من يستلم ضرائب السوق، مع أن طرفي المعركة فصيلان اشتبكا لتوهما في سوق ديلوكس واصابا طفلة في العاشرة، وفي الثانية كمينا في إطار صراع السيطرة على الطريق الرابط بين عدن وتعز.

هذه الحوادث لم تكن آنية، وقد تصاعدت خلال الأيام الماضية بصورة مخيفة ، و بات معها الوجع اليومي في المدينة لا ينتهي بقدر ما تضخم وبات يستبيح دماء أبنائها في كل شارع وسوق وحي، لا لهدف سوى للنيل من هذه المحافظة وأبنائها، وكأن من يقف خلفه أراد للمدينة أن تبكي دماء بينما يستعد اليمنيين للابتهاج باتفاق سلام قد ينهي الحرب الدائرة منذ 4 سنوات.

لم يعد أحد في تعز يهتم بأخبار اليمن التي خرج الأهالي من اجلها في 2011، فالكل منكفئ على ذاته، وحلمه أن يعود إلى المنزل سالما، وحتى التظاهرات التي كانت تجوب شوارع المدينة لأجل اليمن الكبير، باتت اليوم بالكاد تجمعات تطالب بالأمن والأمان وبسط سلطة الدولة على المدينة التي تحولت إلى ساحة صراع مفتوحة بين "مقاومي" الأمس، و" بلاطجة "اليوم، هذه الفصائل التي نمت وتغذت من الصراع على السلطة في المدينة، لم يعد من هدف لها سوى سلخ الأهالي وتكدير حياتهم اليومية، وقد عطلت كافة مؤسسات الدولة ومزقت أجهزتها الأمنية والعسكرية حتى باتت تلك المؤسسات تجير لصالح أشخاص، ليس أصغرهم غزوان المخلافي ولا اكبرهم ابو العباس، وهذان مجرد شخصان أسسا مليشياتهما خارج سلطة الدولة وجندا باسمها، بل أن اغلب عناصرهم يتقاضون مرتبات من الدولة التي يعبثون بمقدراتها.

لا خطر من المخلافي وابو العباس ولا صفة رسمية لعبثهما سوى أنهما وجدا نفسيهما في وقت لم تكن فيه سلطة، وقد أصبحت معزولة عند أطراف المدينة الجنوبية، ليسدا فراغها، غير أن الخطر الأكبر يكمن في الجهات الرسمية التي تقف وراء نشاطهما وتشجع عبثهما وقد أصبحت متنافرة وتعيش حالة احتقان سياسي ينذر بانفجار قد لا تتعافى منه تعز على المدى القصير.

فالمخلافي جزء من محور تعز باعتراف أمن المحافظة، وأبو العباس ألحقته الإمارات مؤخرا باللواء 35 مدرع بقيادة عدنان الحمادي الذي يحظى بدعم القوى الناصرية وتزوده الإمارات حاليا بتعزيزات عسكرية أثارت مخاوف المحور من احتمال قيادته انقلاب على غرر انقلاب الحزام الأمني والنخبة في مدن جنوب وشرق اليمن.

تخوض ألوية المحور واللواء 35 مدرع صراعا مريرا، انعكس بصورة اغتيالات ومواجهات يومية في النشمة والمعافر، والهدف السيطرة على منفذ تعز الوحيد من الجنوب، لتتحول معه حياة اهالي المدينة إلى جحيم ، وسط مخاوف من اتساع رقعة الاشتباكات لتجرالمدينة بكاملها إلى خوض حرب جديدة ترى الإمارات بأنها الكفيلة بإخراج المحافظة من تحت عباءة الإصلاح، الخصم اللدود لأبوظبي.

كاريكاتير