drawas

454x140

تعز..انتفاضة الأهالي في وجه أمراء الحرب تخمد صراعاتهم

taeez2أخيرا، اتفق أمراء الحرب في تعز على التهدئة وقد تداعت المدينة عليهم بأهلها وساستها، وهي التي اكتوت الأسبوع الماضي، بنيران الاغتيالات وقنابل الفوضى التي حصدت أرواح الأبرياء، وكادت تدخل نفقا يبقيها حبيسة الصراعات التي يراد منها النيل من مكانة المدينة، وكأن الهدف تأديبها على نضالاتها في مسيرة الحياة هذه.

أقر اللواء 35 مدرع الذي بات يشكل طرفا تدعمه الإمارات بقوة، ومحور تعز العسكري، الطرف الأخر ، إزالة بعض نقاط التوتر، أولها بحسب بيانات الطرفين توجيه الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي بتوحيد الخطاب، وهؤلاء الناشطين هم في الأساس مجندين في قوام تلك الألوية ويقومون بعمل دائرة التوجيه المعنوي لصالح أرباب النفوذ الجدد داخل المؤسسة العسكرية وقد حولوها إلى فصائل تقاتل بعضها بعضاً ويستعرض بعضها قواته على الآخر، أضف إلى هذا قرار الطرفان تسليم نقاط عسكرية عند منفذ المدينة الوحيد في الجنوب الغربي لأطراف أخرى كالأمن والشرطة العسكرية، وهذا لا معنى له سوى أن طرفي الصراع قررا توسيع قاعدة الصراع بزج إطراف أخرى كانت حتى وقت قريب محايدة إلى حظيرة صراعاتهم هذه التي يغذيها النفوذ والبحث عن مكامن القوة في مدينة جعل منها الاقتتال الداخلي أوهن من بيت العنكبوت وهي التي كانت بكثافتها السكانية تخضع أنظمة بحالها.

لا اتفاق واضح بين الطرفين اللذان خاضا الأسبوع الماضي معارك وصلت نيرانها إلى مستويات عليا في القيادة وقد باتت الكمائن ورصاص الاغتيالات تلاحق سياراتهم في كل حي وشارع، غير أن هذه الخطوات التي تبدو بنظر مراقبين محاولة للتهدئة، تأتي على وقع تحركات شعبية وسياسية، برزت في صورة انتفاضات شعبية انطلقت منذ أيام ولم تتوقف في ريف المدينة وشعار المشاركين فيها إنهاء الاقتتال وتوحيد تلك الفصائل أو إخراجها من المدينة، كيف لا وقد دفع الأهالي ثمنا باهظا الأسبوع الماضي بسقوط قتلى وجرحى في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل سوى أن نيرانها باتت تنغّص على الجميع معيشتهم وتلاحقهم في كل بيت وسوق وشارع.

على المستوى السياسي تقود قيادات حزبية تحركات من الصين، وقد اتفقت تلك الأحزاب على هامش مشاركتها في مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني على خطوات علها تمنح الأهالي فرصة لالتقاط أنفاسهم وهم الذين يرزحون تحت وطأة الصراعات منذ 2011 ، وقد نجحت تلك التحركات بالتخفيف من حدة التوتر بقرار رسمي بإعادة أبو العباس إلى المدينة وهو الذي قد كان غادرها بعد أن تسببت كتائبه هي الأخرى بمعارك دامية في أوساط المدنيين سابقا، وتقرر خروجه بعد تخلي الإمارات عنه وإلحاق قواته باللواء 35 مدرع.

لا شيء يؤكد بأن تغيرات جذرية طرأت على سلوك أمراء الحرب في تعز وهم الذين قد يشعل أحدهم معركة في سوق مكتظ بالمواطنين ويحشد لها ما ملكت يمينه من دبابات ومدرعات فقط لأجل بضعة آلاف الريالات رفض أحد بائعي القات تسليمها له أو سبق لخصمه وأن تحصلها، وحتى الخطوات الأخيرة التي تأتي وسط أنباء عن تغييرات مرتقبة، تشير إلى أن هؤلاء القادة يحاولون التقاط الأنفاس من أجل الحفاظ على مناصبهم وتعزيز شرعية بلطجيتهم، أو حتى تخفيف الاحتقان الشعبي الذي بلغ ذروته وجاب شوارع المديريات معبرا عن نفاذ صبر الأهالي.

كاريكاتير