drawas

454x140 صوت واضح

حصاد الأسبوع.. مشاورات واشتباكات في الشمال وصراعات وانقسامات في الجنوب

yemen2كان أسبوعاً حافلا بالأحداث في اليمن، لكن وخلافا لكل مرة يدور فيه الحديث عن مفاوضات، برزت هذه المرة الترتيبات السياسية أكثر من العسكرية وإن استمرت المواجهات بوتيرة أقل، وجميع تلك التطورات تشير إلى أن الضغوط الدولية نجحت فعلا في تخفيف التصعيد، وقد جلبت الأطراف اليمنية إلى طاولة المشاورات المنعقدة حالياً في السويد، غير أن ما بدأ في ظاهره مؤشراً إيجابيا على طريق السلام لا يزال مجهول المصير لا سيما وأن التحالف اختار ترتيبات أخرى جنوب اليمن بعيداً عن المفاوضات التي تتناول قضايا الحديدة وتبادل الأسرى والمعونات الإنسانية ومطار صنعاء.

المشاورات التي وصفها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث باللحظة الفارقة في حياة اليمنيين، كانت الملف الأبرز على الساحة اليمنية على مدى الأيام الماضية، وقد حظيت باهتمام دولي وإقليمي ومحلي لم يتوقف عند اللقاءات المكثفة للمبعوث الأممي بأطراف الصراع بقدر ما شملت أيضاً تحركات غربية وأمريكية وإقليمية انعكست جميعها في تحسن سعر العملة المحلية وتبادل الأسرى وحتى إعلان حكومة هادي فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الداخلية، لكن رغم كل هذا تبقى الترتيبات الأمنية وميناء الحديدة ومطار صنعاء إضافة إلى توحيد البنك المركزي ودعم الاقتصاد والعملية الإنسانية أبرز القضايا الشائكة المرتقب مناقشتها خلال الأيام السبعة المقبلة المحددة على أجندة المفاوضات، والتي توقعت الخارجية الأمريكية في بيان لها أن تكون صعبة، ناهيك عن إعلان مكتب المبعوث الأممي عن إمكانية تمديد اللقاءات حتى يناير المقبل، وهذه جميعها إن دلت فهي تدل على أن المجتمع الدولي عازم على إنهاء الأزمة بأي ثمن وقد حددت هذه الجولة كآخر فرصة لجميع الأطراف بغية إيجاد تسوية، ينعكس ذلك أيضا باللقاء الذي جمع غريفيث بالسفير الإسرائيلي في السويد حيث ناقش اللقاء تطورات الأزمة وتأثير استمرارها على أمن إسرائيل.

وبعيداً عن طاولة المفاوضات التي غابت عنها القضية الجنوبية، وحتى ممثلين عن القوى الفاعلة على الأرض، كالمجلس الانتقالي، مع أن المبعوث الأممي كان أعلن في مجلس الأمن مؤخراً بأنه ما من تسوية في اليمن بدون النظر للقضية الجنوبية، هذه القضية التي اختار لها التحالف بُعداً آخر بعدما فتت قواها وجعلها جميعاً عاجزة حتى عن اتخاذ قرار حاسم، ففي الوقت الذي عزل فيه التحالف هادي ونفاه إلى الولايات المتحدة، ومزق قوى الحراك التي كانت مسيطرة على الأرض، مقابل تمكين الانتقالي وتيارات أخرى كمؤتمر حضرموت الجامع، راح يقسّم الجنوب فظهر السفير السعودي بمعية نظيره الأمريكي في حضرموت عرضاً عسكرياً لقوات محلية سلّمت مهام حماية الساحل إضافة إلى افتتاحه العديد من المشاريع هناك بالتزامن مع ظهور السفير الإماراتي في عرض عسكري للحزام الأمني في عدن وافتتاح مشاريع في المدينة منتصف الأسبوع واستمرار نشاطهما في إخراج القوات الشمالية من شبوة وحضرموت إضافة إلى سيطرة قوات سعودية على محمية حوف ومنفذ شحن البري، جميعها بدأت بمنظور مهتمين، إشارة إعلان ميلاد الأقاليم في تلك المناطق، معتبرة إبعاد المجلس الانتقالي وقوى الحراك الجنوبي من المفاوضات مساعي التحالف للاحتفاظ بأوراق محلية لفرض ذلك المخطط وقتما تشاء.

على الطرف الآخر من اليمن، رغم المفاوضات بين الأطراف، إلا أن تغذية التحالف للصراعات في تلك المدن برزت جلية، وانعكست سلباً حتى داخل المدن المحررة حيث يسعى لفرض أجندة خاصة.

في تعز عاد الصراع بقوة إلى المدينة مع عودة أبو العباس قائد الكتائب الموالية للإمارات، وقد شهدت المدينة خلال الأيام الماضية مواجهات في شوارع وأحياء المدينة خلّفت قتلى وجرحى، وامتدت إلى أطراف المدينة حيث أغلق مسلحين المنفذ الوحيد للمدينة في الضباب احتجاجا على مقتل أحد زملائهم المجندين، وكانت تلك المناطق شهدت مطلع الأسبوع هدوءاً بعد اتفاق محور تعز واللواء 35 مدرع على تسليم النقاط للشرطة العسكرية والأمن.

الحديدة التي أعلن فيها هدنة إنسانية في وقت سابق، شهدت مواجهات متفرقة في الوقت الذي واصلت فيه الإمارات إرسال تعزيزات لطارق صالح، الذي أُبعد تيار عمه من المفاوضات في السويد، وتحدث أكثر من مسؤول مقرب منه بأن معركتهم لم تبدأ بعد، وحتى في الضالع والبيضاء ونهم والحدود، كشف ناطق قوات صنعاء، يحي سريع، عن استمرار المعارك هناك.

مع أن مستقبل المفاوضات لم يتضح بعد، إلا أن التحركات على الأرض تشير إلى أن التحالف يتخذ منها فرصة لتطبيق أهدافها جنوبا، وربما قد يكون لديه أجندة من خارج طاولة المفاوضات في الشمال وهو الذي قاد في 2015 أكثر من 17 دولة، وكشف السفير الفرنسي السابق في مقابلة له بأن التحالف يطمح لتدمير اليمن على أمل تقليل تأثيره في المنطقة سكانياً وجغرافياً.

كاريكاتير