drawas

454x140 صوت واضح

ماذا بعد الغارات الجديدة لطيران التحالف على العاصمة صنعاء؟

32156fصنعاء - اليقين أونلاين

ليلة مرعبة عاشتها العاصمة صنعاء، فجر الأحد، على إيقاع غارات التحالف، التي أعادت للأذهان بداية الحرب في 2015 عندما كان طيران التحالف يستبيح صنعاء ليلاً ونهاراً ويقصف بدون أهداف ، لكن الغارات الجديدة تأتي على إيقاع تحركات دولية للسلام بدأت مؤشرات التقدم فيها ضئيلة جداً ، فهل تشكل الغارات مقدمة لتصعيد جديد كما يقول الحوثيون؟ أم أنها مجرد مسح أخير لقدرات صنعاء كما يقول التحالف؟

لا أهداف جديدة في خارطة الغارات الأخيرة، فجميع الأماكن التي تم قصفها على مدى ساعات الليل ، هي في الأساس معسكرات أخليت من قبل وتعرضت أصلاً لمئات الغارات على مدى السنوات الماضية، وحتى تأثير طيران التحالف على حياة الناس لم يعد كسابقه، فبعد ليلة من القصف العنيف، استيقظ الناس لممارسة حياتهم اليومية وكأن الغارات كانت مجرد كابوس لا أكثر ، مع أنها ذكرت العامة في صنعاء بليالي الحرب الأولى المرعبة.

هذه الغارات ، التي اعتبرتها قيادة التحالف المشتركة في بيان لها استهداف لمراكز وقواعد الطيران المسير، مؤكدة بأنها لن تسمح بامتلاك الحوثيين قدرات تهدد الأمن الإقليمي في إشارة إلى تنامي القدرات الجوية لصنعاء، تأتي بعد أيام على تدشين صنعاء العمل بجيل جديد من الطائرات المسيرة يعرف بـقاصف 2k ، وسط تأكيد الناطق الرسمي لقواتها، يحيى سريع، بأن هذا العام سيكون للطيران المسير على غرار العام الباليستي الذي أطلقه الصماد العام الماضي ، وقد تكون الغارات على صنعاء مجرد ضغط لوقف الهجمات المسيرة والتي باتت مداها تتجاوز الحدود اليمنية على غرار وقف إطلاق الصواريخ الباليستية في وقت سابق، لكن هذه الغارات بالنسبة لرئيس هيئة أركان صنعاء، محمد الغماري، ليست سوى مقدمة لتصعيد عسكري يعد له التحالف، مشيراً في تصريح لموقع سبتمبر نت إلى أن صنعاء مستعدة أيضاً ولديها قدرات أكبر للرد.

التصعيد العسكري قد يكون الأقرب للواقع لاسيما في ظل تعثر أفق السلام الذي خطته الأمم المتحدة بين الأطراف في السويد، فالمؤشرات كما يفيد معهد واشنطن للدراسات الإستراتيجية تؤكد استعداد الأطراف اليمنية لجولة جديدة من الحرب قد تكون أكثر عنفاً لا سيما في الحديدة والتي نشر لها المعهد صوراً وقد تحولت المدينة إلى شبكة من الإنفاق والحواجز في توجه مغاير للاتفاق الذي ينص على الانسحاب وإعادة الانتشار.

تقرير المعهد هو في الأساس امتداداً لتصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي يشغل حاليا حقيبة الدفاع أيضاً في أعقاب توقيعه 3 اتفاقيات مع السعودية لمواجهة ما وصفها بيان الخارجية بـ"مواجهة ايران" في مؤشر يؤكد بأن إدارة ترامب الذي أقال وزير دفاعه المطالب بإنهاء الحرب في اليمن، لا تريد لهذه الحرب أن تنتهي وهي التي تدر على واشنطن مليارات الدولارات.

كاريكاتير