drawas

454x140 صوت واضح

معركة أمريكا القادمة.. التحالف يصعّد وصنعاء تهدد بقصف 1000 موقع خليجي

s543اليقين أونلاين - تقرير خاص

تغيّر جديد في موقف إدارة ترامب تجاه الحرب في اليمن مع احتدام الصراع مع المشرعين الديمقراطيين، لكن هذا التغيّر المقترن بتحولات سياسية وعسكرية في اليمن، لا يشير إلى أن الولايات المتحدة تتجه نحو إنهاء الصراع بقدر ما قد ينبئ بالمزيد من فصول الكرّ والفرّ في الميدان وبما يلقي بظلاله على الأوضاع في هذا البلد الذي يغوص شعبه وسط المجاعة والأوبئة مع استمرار الحرب والحصار منذ أربع سنوات.

إدارة ترامب التي عارضت العام الماضي تصعيد التحالف العسكري في الساحل الغربي، وفقا لما ذكرته تقارير غربية، يعود وزير خارجيتها مايك بومبيو اليوم بنفسه لقيادة التصعيد بعد أشهر من تراجع وتيرة المعارك في الحديدة، أهم شريان لدخول الأغذية والبضائع إلى اليمن.

فبعد لقاء جمعه الجمعة بالمبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، اتهم بومبيو الحوثيين مباشرة بالتهرب من تنفيذ اتفاق السويد، وقال إن إنهاء الصراع في اليمن يتطلب دعم وتمكين التحالف لا تقنين دعمه في اليمن، وهذه العبارة جاءت ردا على تصويت مجلس الشيوخ ذي الغالبية الديمقراطية على مشروع قرار وقف الدعم العسكري الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وقد حاز المشروع الذي يتوقع عرضه على النواب الأمريكيين على غالبية الأصوات بـ54 صوتا، مقابل رفض 46 آخرين، الأمر الذي دفع بإدارة ترامب كما نقلت وكالة رويترز عن مصدر فيها إلى التلويح بالفيتو لإجهاض المشروع في حال حصل على غالبية أعضاء النواب، وقبلها كانت إدارة ترامب دافعت عن دعمها للسعودية ورفضت المشروع شكلاً ومضمونا.

بالنسبة للسعودية كما يقول وزيرها للشئون الخارجية عادل الجبير فهي ضحية للمناكفات الحزبية بين الجمهوريين والديمقراطيين الأمريكيين، وقد دعا أكثر من مرة لإبعاد السعودية عن حلبة الصراع الداخلي في الولايات المتحدة، وقبله قالها ولي العهد السعودي في وجه ترامب بأن ما من شيء مجاني تقدمه الولايات المتحدة للرياض، لكن بالنسبة للحوثيين فإن لهجة بومبيو، الذي تقود بلاده الحرب على اليمن كما يقول ناطق قوات صنعاء، تنم عن تصعيد عسكري مرتقب في الحديدة التي تشهد حشود عسكرية من كلا الطرفين وتتصاعد فيها وتيرة المواجهات يوماً بعد آخر.

في 2017 طرحت الولايات المتحدة مبادرة بشأن تسليم الحديدة لطرف ثالث، وهذه المبادرة وإن لم تجد استحسان أطراف الصراع إلا أنه أعيد طرحها في ديسمبر الماضي بصورة اتفاق السويد الذي ينص على نشر قوات حفظ سلام أممية بدأت بـ 75 مراقباً على أن يتم تعزيزهم بحسب آخر تقرير للأمين العام للأمم المتحدة، وهذه البعثة التي يقودها مايكل لوليسغارد قد تكون الطرف الثالث الذي يحرص الأمريكيون على تسليمه المدينة، لكن رغم مرور ثلاثة أشهر على اتفاق السويد لم ينفذ بنداً واحداً من فصوله التي حملت آمالا كبيرة لليمنيين، لكنها ولدت مخاوف أكبر من حرب أوسع كما حذر وزير خارجية بريطانيا جيرمي هانت، وقد يكون ذلك دافعاً للولايات المتحدة للتدخل لإعادة رسم مسار العمل السياسي، وفقا لما يراه مراقبون، فالتحركات الأمريكية الأخيرة تشير إلى أن واشنطن تحضر لضرب عصفورين بحجر واحدة؛ فمن ناحية يواصل سفيرها في اليمن ماثيو تولر لقاءاته بمسؤولين يمنيين على رأسهم هادي ونائبه وذلك للضغط عليهم للقبول بجولة مفاوضات مرتقبة هذا الشهر، ومن شأنها الإطاحة برؤوس كبار في الشرعية، ومن ناحية أخرى تضغط واشنطن لتطبيق اتفاق السويد على الأرض، وقد بدى التركيز الأمريكي منصباً مؤخراً على الحديدة التي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة بالمفصلي في جدار الأزمة اليمنية، لكن لا يبدو بأن الاتفاق في طريقه للتنفيذ قريباً، فالخلافات بين الأطراف اليمنية لا تزال محتدمة حول من يتولى سلطة المدينة، وحتى لقاءات لوليسغارد بأعضاء اللجنة المشتركة تقلصت بعد تعرض موكبه لإطلاق نار كما حصل لسلفه باتريك كاميرت الذي استبدلته الأمم المتحدة بعد أيام على تعيينه بناء على طلب الحوثيين.

التحركات الأمريكية التي قصفت بوارجها في العام 2017 مواقع للرادارات في الحديدة والصليف وتقدم دعماً عسكرياً للتحالف لم يعد خفيا، جوبهت بتصعيد من قبل أكثر من مسؤول في صنعاء، فناطق قوات صنعاء يحيى سريع ألمح في مؤتمر صحفي، إلى دورها في حرب اليمن والجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين، ومثله رئيس اللجنة الثورية للحوثيين التي وصف أمريكا بـ"قائدة العدوان" ناهيك عن بيان وزارة الخارجية في حكومة صنعاء والتي حذرت من التصعيد الأمريكي، لكن ليست التصريحات وحدها التي أطلقتها صنعاء؛ فناطق قواتها قال بأن إمكانيات وقدرات صنعاء العسكرية باتت أقوى من ذي قبل وبإمكانها إطلاق دفعة صواريخ في كل مرة ناهيك عن عرضه تصوير جوي دقيق لمواقع ومنشآت عسكرية داخل الرياض وأبوظبي وحدد 30 موقعاً وصفه بالهام وأن صنعاء قادرة على الوصول إليهم بفعل تقنية الطائرات المسيرة التي قال بأنها رصدت أكثر من 1000 موقع.

قبل تصريحات بومبيو كانت وزارته أصدرت تقريرها السنوي بشأن حقوق الإنسان في العالم واتهمت صراحة السعودية والتحالف باستهداف مدنيين في اليمن وهو مؤشر على تسويق حكومته لمبدأ التدخل العسكري في اليمن تحت مبرر الحد من استهداف المدنيين.. وهذا الموال لطالما ردده أكثر من مسؤول أمريكي لتبرير دعمه للتحالف، لكن وحتى لو افترضنا التدخل الأمريكي المباشر فما حجم الفاتورة التي ينبغي على اليمنيين دفعها مقابل ذلك.

كاريكاتير