drawas

454x140 صوت واضح

وثائق تكشف تورط السعودية بصفقات أسلحة لـ"داعش" في اليمن

وثائق تكشف تورط السعودية بصفقات أسلحة لـ"داعش" في اليمن

كشفت وثائق جديدة من وثائق باندورا عن وصول أسلحة اشترتها السعودية من صربيا قبل سنوات إلى مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي في اليمن.

أوضحت وثائق جديدة من "أوراق باندورا" أن أسلحة اشترتها السعودية من صربيا قبل سنوات ظهرت بحوزة مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي في اليمن.

وأعلن التقرير الذي نشرته شبكة "أريج" للتحقيقات الاستقصائية، إحدى الجهات المشاركة بنشر وثائق باندورا، عن الأسماء المشاركة في صفقة شراء الأسلحة مع صربيا.

ويشير التحقيق إلى أنه في مطلع سبتمبر/أيلول 2020 أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز أمراً ملكياً بإعفاء الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز من منصبه قائداً لقوات التحالف في اليمن، وإعفاء نجله عبد العزيز نائب أمير منطقة الجوف، وتحويلهما إلى التحقيق بتهمة تعاملات ماليّة مشبوهة بعد بلاغ مقدم ضدهما من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وكان من بين الأسماء الذين شملهم الأمر الملكي 4 سعوديين في وزارة الدفاع، منهم محمد بن عبد الكريم الحسن ويوسف بن راكان بن هندي العتيبي.

وظهر اسما الحسن والعتيبي مع متعاقد أمريكي يدعى ويليام مايكل سومرينديكي، وآخر كندي من مواليد مدينة طرابلس في لبنان يدعى شادي شعراني ضمن وثائق مسربة.

وتوضح الوثائق أن الحسن سُجل مديراً لشركة Larkmont Holdings Limited في "جزر العذراء البريطانيّة" في 13 ديسمبر/كانون الأول 2016، أي بعد أقل من عام واحد على شنّ التحالف العسكري الذي تقوده السعودية "عاصفة الحزم" ضد جماعة الحوثي في اليمن.

واشتملت أنشطة الشركة شراء أسلحة من شركة "GIM" الصربية المملوكة لوالد وزير الدفاع الصربي نيبويسا ستيفانوفيتش، لكن مجموعة من تلك الأسلحة وصلت إلى يد تنظيم "داعش" في اليمن.

وتشير الوثائق إلى أن الحسن عند تسجيله مديراً للشركة المذكورة قيّد عنواناً له اتضح عند التأكد منه أنه عنوان شركة عسكرية سعودية تدعى "ريناد الجزيرة Rinad Al Jazeera LLC" ومقرها الرياض. جرى وقف موقع الشركة خلال فترة العمل على التحقيق.

وورد في واحدة من وثائق شركة "Larkmont Holdings Limited" الصادرة مطلع مارس/آذار 2017 أن الحسن "مصرّح له بتمثيل الشركة بجميع الطرق مع وزارة الدفاع بالمملكة العربية السعودية".

وأعطى مايكل الصلاحيات لـ"الحسن" لتمثيل الشركة أمام وزارة الدفاع السعودية، بينما منح شعراني الصلاحيات لـ"مايكل". وبين لعبة الصلاحيّات كانت وفود من ضباط سعوديين ومتعاقدين أمريكيين ورومانيين وبلغاريين تتجهز لزيارة صربيا لمعاينة أسلحة في مصنع "كروسيك" الصربي.

ولم يكن الحسن السعودي الوحيد الذي شمله قرار الملك السعودي بالتحقيق في شبهات فساد التي وجدت "أريج" أنه أسس شركات "أوف شور" ارتبطت بعقود التسليح في حرب اليمن.

أمّا الشخص الثاني يوسف بن راكان بن هندي العتيبي يدير شركة Milvards التي تشارك شركة Larkmont Holdings Limited في إدارتها، وتأسست في 23 يونيو/حزيران 2017، أي بعد 6 أشهر من تأسيس Larkmont، ولا تُظهِر بيانات تسجيل الشركة مالكها.

وكان شراء الأسلحة يجري عبر شركات وسيطة ومتعاقدين أمريكيين، فمن الجانب السعودي كانت شركة "لاركمونت" وشركة "ريناد الجزيرة"، ومن الطرف الصربي كانت شركة "GIM".

زار الحسن وشعراني مصنع "كروسيك" الصربي في 8 مايو/أيار 2017 لمعاينة الأسلحة، وفي 10 ديسمبر/كانون الأول 2018 زار متعاقدون أمريكيون مصنع "كروسيك" مع أربعة ضباط سعوديين.

ووفقاً للوثائق مثّل الضابط السعودي محمد الحسن شركة ريناد الجزيرة، وكان مخولاً للتعامل مع وزارة الدفاع السعودية في كل التعاملات المالية والإدارية لشركة "لاركمونت"، وفيما بعد استغل الحسن هذه الصلاحيات المخولة له من طرف الشركة للتوسط في صفقات الأسلحة من صربيا إلى السعودية.

وتوضح صور مأخوذة من ملفات فيديو نشرها تنظيم داعش في محافظة البيضاء أسلحة صربية كانت من ضمن الصفقات التي اشترتها وزارة الدفاع السعوديّة من مصنع "كروسيك" الصربي، وغير معروف كيف وصلت تلك الأسلحة إلى التنظيم.

وتظهر في الصور قذائف هاون علامات التعرف عليها واضحة، من خلال رقم القطعة مقارنة مع عقود الشراء التي وقعتها السعودية عبر الشركة الوسيطة GIM مع مصنع "كروسيك" الصربي.

كما تسلّط الوثائق الضوء على تكليف وزارة الدفاع السعودية متعاقدين مقيمين بالإمارات، لكن جنسياتهم توزعت بين رومانيا وأمريكا والسعودية وبلغاريا، بشراء الأسلحة الصربية التي اشترتها ونقلها.

وكان من ضمن الصفقة تسليم ما يزيد على سبعة آلاف قطعة عيار 82 ملم من قذائف الهاون M74 (الفوسفور الأبيض) من مصنع كروسيك الصربي موجهة إلى السعودية بقيمة تتجاوز 217 مليون دولار.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" ووسائل إعلام أخرى أشارت إلى أن السعودية استخدمت الفوسفور الأبيض في عملياتها في اليمن، سواء ضد أهداف على الحدود قرب مدينة جازان أو في العاصمة صنعاء.

كاريكاتير