قبل بضعة أشهر، نشرت الباحثة والساردة والناشطة متعددة المواهب، بشرى المقطري، مقالاً بعنوان "الرازحي... رجل خارج الحرب"، على كثرة ما قرأت لهذه الساردة التي مثلت عنواناً من أهم عناوين ساحة الحرية في تعز، وقادت مسيرة الحياة مشياً على الأقدام من تعز إلى صنعاء، في عنفوان الحملة القامعة ضد الساحات، و بالأخص ضد ساحتي الحرية في تعز والتغيير في صنعاء، وقتل العديد من شباب المسيرة على أبواب صنعاء من قبل جيش النظام وأمنه وبلاطجته.
لم يكن الرازحي خارج الحرب فحسب، بل كان دائماً خارج سياق التفكر النمطي، والمواقف المجيرة سلفاً لهذا الطرف أو ذاك. عرفته مطلع السبعينيات. كثيراً ما حدثني عنه صديقه الحميم المثقف المبدع، فؤاد علي عبد العزيز. كان الرازحي قد غادر الحزب الديمقراطي الثوري، وانغمر كقارئ متجدد وعميق، وشاعر وقاص، في قراءة الوجودية في مراحل ما بعد الوجود والعدم لسارتر. لم يخسر رفاقه. و لم يكن يعلن غير الإبحار باتجاه الجديد واستشراف الآتي و قراءة كف المستقبل. حياد الرازحي هو الموقف الإيجابي المنحاز للحياة وللأمن والسلام والاستقرار.
في أواخر العام 1982، ترجم عبد الكريم الرازحي قصة "النبي و الذئب"، نشرها في "اليمن الجديد" التي كان حينها مديرها التنفيذي. قامت المساجد ولم تقعد حينها، كان صالح يمتطي صهوة الإسلام السياسي الذي حقق انتصارات عسكرية في الوسطى ضد الجبهة الوطنية. "أَقطع" صالح، حينها، "الإسلام السياسي"، التربية والتعليم والمعاهد العلمية والأوقاف والتوجيه السياسي داخل الجيش والأمن. يومها، صرخت المساجد في جزيرة "واق الواق"، كتسمية الشاعر الكبير أبو الأحرار الزبيري، ضد الكافر النافر الرازحي، الذي جعل من النبي ذئباً.
وقف ابن الرازحي يومها كطائر منتوف الريش أمام جلاوزة الدعاة القتلة، تخلى عنه مسؤولوه وزملاؤه في الإعلام. قدم الرازحي حينها اعتذاراً إبداعياً يُعدّ من الأدب الرفيع، الذي لو كان "حماة الرب" يقرؤون روعة أعماله الإبداعية، لأسلموا على يده أو لاعتبروا الاعتذار الخطيئة الكبرى. حينها، كتب المفكر الإسلامي المعروف، فهمي هويدي، وكتب المفكر اليساري، حليم بركات، عن شجاعة الرازحي، وقدرة المبدع على تحدي الإرهاب والعنف.
زار الرازحي موسكو في منتصف الثمانينات. عاد وكتب قصيدته الرائعة "لينا". كانت القصيدة نبوءة استشراف لسقوط الإتحاد السوفيتي. ربما قليلون من الباحثين والعلماء والمفكرين من استشرفوا سقوط الدولة السوفيتية.
يتعرض الآن المبدع الشجاع، متعدد المواهب والرؤى الإستشرافية، لحملات غاية في القسوة والفجور، بسبب موقفه من الحرب القذرة التي تدمر بلداً يموت بالمجاعة والأوبئة وقصف الطيران والحصار الداخلي والخارجي والأوبئة الفتاكة وقطع الراتب.
حياد الرازحي هو الموقف الإيجابي المنحاز للحياة وللأمن والسلام والاستقرار، الرافض لجلاوزة القتل وعتاة الموت ورواد الدمار والمآسي. فالرازحي منحاز للحياة، ورافض للتمويت.
المقالات الاقدم:
- صحيفة أمريكية: سلاح جديد لدى الحوثيين يثير هلع المجتمع الدولي! - 2017/03/20
- التحالف العربي يطالب الأمم المتحدة بالإشراف على ميناء الحديدة - 2017/03/19
- ألمانيا تعلن استضافتها للمفاوضات اليمنية الأسبوع الجاري - 2017/03/19
- المنتخب الوطني يخسر أمام قطر العسكري 2 مقابل 1 - 2017/03/18
- المنتخب الوطني يخسر أمام قطر العسكري 2 مقابل 1 - 2017/03/18
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
مقالات متفرقة:
المقالات الأكثر قراءة:
- منظمة الصحة العالمية : 10 آلاف قتيل و60 ألف جريح حصيلة حرب اليمن - 2018/12/10 - قرأ 127117 مرُة
- اليمن .. معركة جديدة بين قوات هادي والحراك الجنوبي في شبوة - 2019/01/09 - قرأ 26806 مرُة
- غريفيث لمجلس الأمن: هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق استوكهولم رغم الصعوبات - 2019/01/09 - قرأ 26098 مرُة
- تبادل عشرات الأسرى بين إحدى فصائل المقاومة اليمنية والحوثيين في تعز - 2016/06/01 - قرأ 20467 مرُة
- المغرب يكشف عن "تغير"مشاركته في التحالف - 2019/01/24 - قرأ 17775 مرُة