drawas

454x140 صوت واضح

فعالية العالمية .. ونبش ذكريات الشباب

علي الشيبانيفي بادرة تضاف إلى سجلها وأنشطتها الاجتماعية التي تميزت بها دون غيرها من جهات القطاع الخاص , أحيت مجموعة العالمية يوم أمس فعالية رياضية لكرة القدم لمجموع شركاتها بمناسبة السنة الميلادية الجديدة.

مضمون هذه اللفتة تكمن ليس في المهرجان الرياضي ونتائجه , بل في القيمة الاجتماعية والجو العام الذي خلقته الفعالية في أوساط أسر المنتسبين للمجموعة التي حضرت وتلك السعادة التي انعكست على وجوههم صغارا وكبارا , وانتهت بتتويج فريق " هرتز " الفريق الفائز بالبطولة من قبل مشرف الفعالية ونائب المدير التنفيذي للمجموعة الأخ / أحمد عبد الملك.

مالك مجموعة العالمية , التاجر المثقف ورجل الخير المعروف الأستاذ / علوان الشيباني المتواجد خارج البلاد , كان حاضرا من خلال كلمته الموجهة للمشاركين والحضور صوت وصورة وبذلك المضمون الإنساني الذي ميزه , واستطاع به أن يخلق في نفوس موظفيه قوة الشعور بالانتماء لجهة عملهم , وهو ما انعكس على أدائهم وقاد إلى نجاح المجموعة وتميز خدماتها التجارية.

تواجدت أبا وأخا للعاملين في المجموعة من أسرتي , غير أنني وعلى عكس الحضور كنت محلقا خارج معطيات اللحظة وسعادة أجواءها, فقد أعادني المكان إلى 40 عاما مضت من عمري وتحديداً للأعوام 78_ 81 فترة دراستي بالمدرسة الثانوية الفنية الصينية بفصولها الدراسية وقسمها الداخلي , وكان لها الفضل في تجاوز ظروفي المادية الصعبة بتمكني من إكمال دراستي الثانوية التخصصية في هندسة العمارة , كمقدمة لإتمام الدراسة الجامعية في هندسة المنشآت المائية والمحطات الكهرومائية بالاتحاد السوفيتي العظيم.

قبل إطلاق " نادي بلقيس" عليها كانت تسمى في تلك الفترة حديقة السري, ويفصلها عن المدرسة الفنية وتحديدا أقسام السكن سورها الطويل.

كانت مزرعة واسعة تكسوها أشجار البرقوق , لكنني لم أكن أتخيل مساحتها بهذا الاتساع بعد جزّ أشجارها المثمرة وتحويلها إلى حديقة عامة وصالات وأبنية لأنشطة رياضية متعددة.

وقفت وسط الحديقة أتأمل باتجاه سور المدرسة , وإلى ما يظهر من مباني السكن الطلابي وسكني تحديدا حيث عشت فيه لثلاث سنوات.

استعدت بشكل سريع أبرز ما علق في ذهني من ذكريات المكان والذكريات العاطفية الكثيرة المرتبطة بتلك المرحلة من عمري , غزواتنا الليلية لحديقة السري والسطو على ثمار البرقوق , واختبائنا بين أشجارها في مرات عديدة حتى الصباح في فترات الملاحقات الأمنية لما كان يطلق عليه الأمن الوطني , حين كان إطفاء الكهرباء في السكن يرتبط باعتقال واحد أو عدد من الناشطين السياسيين.

أتذكر طيب الذكر مدير المدرسة الأستاذ والمربي الفاضل المرحوم " علي الرازقي " .

الأستاذ الصيني بلهجته المصرية وإسمه العربي " ياسين " أستاذ مادة مقاومة المواد , والمترجم لعدد من الروايات العربية إلى اللغة الصينية.

" صالح السنحاني " الشخصية الأبرز بالنظر لطبيعة مهمته المرتبطة بتوزيع بونات التغذية , ومدرب لعبة الكراتيه السعودي الجنسية التي أجدتها إلى حد ما.

وقبل أي شيء ذكريات زملاء الدراسة والسكن , من جمعني بهم حالة الفقر وكم الطموح.

كيف لي أن أنسى صدق ووفاء " محمد الأديمي وأمين وباعلوي , عبد الكريم وعبد القادر وسلطان القدسي , شياكة خالد عبد الجليل ووسامة الكبسي وغيرهم الكثير ممن شكلوا حضورا عاما , مرح " غالب" ولقبه " الكاشت " وبساطة أحمد نعمان وطيبة كليب والرعوي رحمه الله , تلك الوجوه الرياضية التي مثلت المدرسة واليمن في أكثر من لعبة رياضية " الباردة وابو الغيث والعزعزي والنجار وطربوش , وأسماء كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.

واصلت السير باتجاه صالة الفعالية الرياضية وأنا أخوص في تفاصيل الذكريات , وشعور لايضاهى بجميل جمهورية الصين وطاقمها التعليمي ومساعداتها العظيمة ومنها المدرسة الفنية , التي لا ننسى فضل توفيرها السكن والمأكل والفصل الدراسي للكثير ممن اعترضت عثرات الحياة طريق أحلامهم الانسانية.

كاريكاتير