في حوار افتراضي.. رئيس اللجان الثورية: نحترم اتفاقاتنا مع صالح ونحن بصدد دمج الجيش في اللجان الشعبية!

* بداية نرحب بك فخامة الرئيس المؤقت ونود إجراء مقابلة صحفية معك؟

- أهلاً وسهلاً بكم، ولكنني ممنوع من الحديث لوسائل الإعلام ولن أجيب عن أسئلتكم!

* من هو الذي منعك من الحديث؟ ثم كيف يتم منعك وأنت رئيس اللجنة الثورية الممسكة بزمام السلطة العليا في البلد؟

- القرارات لدينا لا يتم اتخاذها بشكل فردي وأحادي، وإنما بشكل جماعي، ونحن نلتزم بقرارات أنصار الله وتوجيهات السيّد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله.

* على العموم، نحن سنعتبر كلامك معنا بأنه دردشة ومجابرة ثنائية، وسوف ننشره على أساس أنها مقابلة افتراضية.

- إذا كان كذا لا بأس.

* من هو محمد علي الحوثي؟

- أنا محمد علي عبدالكريم أمير الدين الحوثي، مواطن يمني بسيط، من مواليد ١٩٦٩م، تتلمذت على يد القائد المؤسس الشهيد حسين بدر الدين الحوثي، وفي العام 2003 أرسلني السيد حسين إلى إيران بغرض التأهيل والتدريب في العلوم العسكرية، وعندما عدت إلى صنعاء تم اعتقالي في مطار صنعاء أنا و12 آخرين، وأُفرج عنا في عام 2009م.

كنت مسؤولاً عن الجانب الاجتماعي واستلام المعونات والمساعدات من المنظمات المحلية والدولية المخصصة لنازحي حرب صعدة. ثم بعدها ظليت مرافقاً للقائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وشاركت في ثورة 11 فبراير 2011م ثم في ثورة 21 سبتمبر 2014م.

* يقال بأنك لا تجيد القراءة والكتابة، ما صحة ذلك؟

- أنا حاصل على بكالوريوس علوم سياسية واقتصاد من جامعة صنعاء عام ١٩٩٨م، وماجستير من جامعة ترنتي دبّلن الايرلندية.. ومع ذلك لم يتم تعييني في أي منصب رسمي، بل تعرضت للسجن والتعذيب والإقصاء..

وأنا أنصح وسائل إعلام حزب الإصلاح أن تكف عن هذه الدعايات (الهبْلى)، لأن الإصلاحيين معروفين بأنهم إذا كانوا راضين عن شخص فيمدحوه ويطلّعوه للسماء، والعكس صحيح؛ فمثلاً شيخهم صادق الأحمر بيحلفوا أيمان مغلظة أنه سواق طائرة، ويتكلم عشر لغات! ونوبليتهم توكل كرمان راسبة في تمهيدي ماجستير!!

وكاهنهم الزنداني فشل في دراسة الصيدلة ثم راح يوزع براءات اختراع في علاج الإيدز وعلاج السكر وعلاج الزبادي وعلاج الحبة السوداء!!

وكذلك مفكرهم الزبيري الذي لم يجتاز المستوى الأول في كلية التربية التي ظل بها ثلاث سنوات وعلى نفقة الدولة، وبعد الفشل تم تعيينه وزيراً للمعارف!!

* أنت بهذا تمارس نفس أخطاء الآخرين من خلال نبش ملفات قديمة والتفتيش عن عثرات شخصية والسخرية من أصحابها بدلاً من انتقاد السلوكيات الخاطئة؟

- هم الذين بدأوا، وكما يقال في المثل "البادئ أظلم" حتى أن بعضهم لجأوا إلى السخرية وإطلاق النُّكت والطرائف غير المهذبة وبعضها سخيفة جداً فمثلاً قالوا بأن مهنتي "مقوّت".. ولا أدري ما هو العيب في مهنة "المقوّت"؟ بل إن المقوّت أفضل مليون مرة من السارق والفاسد..

ومن باب التذكير لهؤلاء أقول لهم: لقد كان النبي داوود حداداً, والنبي موسى راعياً وعيسي طبيباً ومحمد راعياً للغنم. وكان رئيس أمريكا ريجان مُمثلاً مسرحياً، ورئيس البرازيل (لويس إيناسيو) ماسحاً للأحذية، وكانت والدته تحثه على أن يرفع رأسه عالياً وأن يحترم نفسه حتى يحترمه الآخرون.

وفي الحديث النبوي الشريف "ربّ أشعث أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله لأبرّه"

* دعنا نعود إلى حديث الساعة: كيف جاءت فكرة اللجنة الثورية؟

- عقب ثورة 21 سبتمبر كانت تأتينا العديد من التقارير والوثائق الرسمية لعمليات فساد كبيرة وواسعة، فتم تشكيل لجنة الرقابة الثورية وقمنا بزيارة الكثير من الوزارات والمؤسسات والشركات، وأنشأنا لجنة رقابة ثورية في كل منشأة هامة من المنشآت الإيرادية ومن المخلصين في تلك المنشآت، وبعدما تعددت لجان الرقابة الثورية فكّرنا في تغيير اسمها إلى "اللجان الثورية" لتمارس دور الإشراف على اللجان الفرعية، وفي مطلع الأسبوع الماضي اضطررنا لتشكيل "اللجنة الثورية العليا" لتقوم بتسيير أمور الدولة.

* يعني تشكيل اللجنة الثورية العليا كان بعد ثلاثة أسابيع من الإعلان الدستوري الذي أصدرته لجنة ثورية لم تكن موجودة بعد؟

- اللجنة الثورية كانت موجودة قبل الإعلان الدستوري، ولكن بعد الإعلان الدستوري اضطررنا إلى إجراء تعديل بسيط في قوام اللجنة واستبدلنا عدداً من الشباب في اللجنة الثورية بعدد من الشخصيات المعروفة كالأخوة يوسف الفيشي ومحمد المقالح، بالإضافة إلى إدراج العنصر النسائي المتمثل في ابتسام الحمدي وعلياء فيصل الشعبي.

* وما هو مصير الأعضاء الشباب الذين تم استبدالهم بعد تلك الجهود التي بذلوها في اللجنة؟

- هؤلاء سيتم تعيينهم في المجلس الوطني وفي الحكومة الانتقالية.

* ما هي معايير اختيار أعضاء اللجنة الثورية؟

- المعايير الأساسية التي اعتمدناها في بداية تشكيل اللجنة الثورية هي مقدار ورصيد العضو من الأعمال الثورية، وحجم المشاركة الفعلية في المسيرات الثورية منذ انطلاقتها في 2011م، وحتى ما بعد 21 سبتمبر 2014م.     

* هناك من يقول أن بعض أعضاء اللجنة الثورية معروفين بأنهم من الشخصيات المستغلة والمتسلقة بل وتمارس فساد داخل أحزابها، ناهيك عن مؤسسات الدولة، واليوم يمارسون التنظيرات في مكافحة الفساد.. ما هو ردك على ذلك؟

- أعضاء اللجنة الثورية هم قامات الإنجاز الميداني المكتسب من الإرادة والعمل لأنهم يدركون عظم المسؤولية ويدركون عظم التقصير، وبالتالي فهم لا يبحثون عن التنظير إلا في إطار التطبيق والمرحلة بحاجة إلى رجال وطن ينذرون أنفسهم لله وفي خدمة الوطن وقضاياه وهؤلاء هم رجال المرحلة وفرسانها.

* ما أهم منجزاتكم في اللجنة الثورية؟

- أستطيع القول بأننا نجحنا في تحقيق ما لم يستطع تحقيقها كلاً من الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد منذ أن تم تأسيسهما إلى اليوم.. ورغم أن المنجزات تتحدث عن نفسها، إلا أننا سنسرد بعض المنجزات على سبيل المثال لا الحصر، وأهمها:

- استعدنا مئات الملايين المنهوبة في عدد من المؤسسات.

- قمنا بتغيير عدد من المسؤولين الفاسدين سواء في الوزارات أو المؤسسات والشركات أو في السلطات المحلية.

- إحالة عدد من الفاسدين للنيابة والأجهزة القضائية.

- عملنا على مراقبة عدد من المنافذ البرية والبحرية والجوية في البلاد.

- أسقطنا حكومة الوفاق وجرعة المشتقات النفطية بفضل الثورة الشعبية.

- منعنا كافة المتهمين بالفساد من السفر خارج اليمن!

- أوقفنا مسودة الدستور الجديد ووضعنا حداً لتمزيق اليمن.

- أجهضنا الكثير من المؤامرات الخارجية والمحلية التي كانت تستهدف اليمن ووحدته واستقراره.

-  ويأتي الإعلان الدستوري كتتويج لكل المنجزات.

* بأي صفة قانونية كنتم تمارسون هذه الأعمال؟

- استناداً للشرعية الثورية التي جاءت بها الثورة الشعبية في 21 سبتمبر 2014م، والتي شارك فيها معظم مكونات وفئات الشعب.

* يقال بأنكم وقفتم ضد المسؤولين الذين لم يكونوا موالين لكم ولم يستجيبوا لمطالباتكم المالية والوظيفية؟

- هذا كلام غير صحيح.. نحن وقفنا ضد كل من ثبت لدينا فسادهم، ولهذا من الطبيعي أن يقف هؤلاء الفاسدون ضدنا لأنهم متضررون من ثورتنا التصحيحية.. ولكني أستغرب من بعض وسائل الإعلام التي تهاجم من يقف ضد الفساد ولا تهاجم الفاسدين أنفسهم!! طبعاً بعض الجهات تقوم بطباخة الإشاعات ضدنا بصورة مفضوحة ومكشوفة، لأنها لم تجد علينا أي وثيقة إدانة، فنحن لم نمارس أي سلطة خلال الفترات الماضية!!   

* وماذا عن اقتحام المعسكرات ونهب أسلحة الجيش.. هل هي مجرد إشاعات؟

- لم يكن هناك اقتحام ولا نهب، وإنما استكمال سيطرة الثورة الشعبية بالتعاون مع أبطال القوات المسلحة والأمن.. والآن لم تعد هناك فجوة بين الشعب والجيش الذي هو جزء من الشعب؛ ولهذا فنحن الآن بصدد دمج الجيش والأمن في قوات اللجان الشعبية!!

* هل تقصد دمج الجيش في اللجان؟ أم دمج اللجان في الجيش؟

- دمج الجيش في اللجان الشعبية؛ لأن الجيش جزء من الشعب، وليس العكس، ولهذا ينبغي دمج الفرع في الأصل!!

* ما هو السرّ في انبطاح بعض الساسة والأحزاب في تقبل الوضع الراهن؟

- لا تنسى بأننا نمتلك أكبر إرشيف من ملفات ووثائق الفساد لغالبية السياسيين وكبار المسؤولين في البلد سابقاً.

* لكن بعض الأحزاب لا زالت تقف ضدكم وبكل وضوح، فكيف ستتعاملون معها؟

- بالنسبة لبعض الأحزاب فإن الحلّ هو الحلّ!

* هل هذا تهديد بحلّ الأحزاب السياسية وإلغاء التعددية السياسية؟

- الحرّ تكفيه الإشارة!

* ما تعليقك على إغلاق السفارات الأجنبية ومغادرة السفراء من بلادنا؟

- نحن لم نطرد السفارات وإنما غادرت من تلقاء نفسها لأنها وجدت ذاتها بدون عمل بعد سقوط عملائها من السلطة ومراكز القرار والنفوذ.. وبالمناسبة لم تغادر جميع السفارات، بل ما زال لدينا سفارات مثل السفارة الروسية والصينية والإيرانية، وحتى السفارة التركية والقطرية وغيرها.

ثم لماذا كل هذه الضجة حول إغلاق مؤقت لعدد من السفارات الأجنبية، بينما لم يتحدث أحد عن أكثر من ثلاثين سفارة يمنية في الخارج لا تزال شاغرة حتى اليوم، وأطمئن الجميع بأننا سنقوم قريباً بسدّ هذا الفراغ الدبلوماسي. 

أما هؤلاء المتباكون على مغادرة السفارات الأجنبية فأقول لهم: من كان يخدم السفارات فإن السفارات قد غادرت، ومن كان يخدم الوطن فإن الوطن باقٍ إلى قيام الساعة!

أهم شيء هو تكاتف أبناء الشعب اليمني، وعندها سيضطر الخارج للتعامل مع الأمر الواقع، وبدل السلك الدبلوماسي الأجنبي سيأتي كيبل ضغط عالي بفضل الثورة الشعبية!

* في الآونة الأخيرة تكاثرت وقائع انتهاكات الحقوق والحريات من قبل جماعة أنصار الله.. فلماذا هذه الانتهاكات؟

- نحن كلفنا لجنة متخصصة لمتابعة موضوع الانتهاكات المزعومة والحقوق والحريات، للقيام بكشف الحقائق حول هذه الاتهامات وإعلانها للرأي العام كونها تستخدم من بعض القوى المتهالكة لافتعال بعض الأحداث لإثارة القلق وافتعال أحداث للترويج والضجيج الإعلامي.

وعلى العموم إذا حدثت بعض الأخطاء الفردية من قبلنا فإنه لا مقارنة بينها وبين الجرائم الجسيمة التي يرتكبها التكفيريين والدواعش.

* أليس هذا اعترافاً بأنكم ترتكبون جرائم أسوة بجرائم خصومكم؟

- ليس اعترافاً، وإنما مقارنة بسيطة على أرض الواقع، والناس يميزون الفرق بين جرائم الدواعش وبين أخطاء بعض أعضاء الجهاز الأمني لأنصار الله!

* غالبية الناس مهتمون بمعيشتهم وأنتم لم تستطيعوا معالجة أبسط قضية خدمية وهي أزمة الغاز المنزلي الممتدة منذ نهاية العام الماضي وحتى اليوم؟

- نحن الآن بصدد تشكيل لجان ميدانية من اللجان الثورية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة من وزارة النفط للإشراف المباشر على محطات تعبئة الغاز وتوزيعها بشكل عادل بما يسهم في تخفيف معاناة المواطنين وتوفيرها في الأسواق بالسعر الرسمي المحدد من الجهات المختصة، وربما توصيله للمنازل!

* ما صحة الأنباء التي تحدثت عن إقالتك من رئاسة اللجنة الثورية؟

- هذا غير صحيح، وليس هناك من يستطيع إقالتي على الأقل في هذه الفترة الانتقالية؛ لأن الإعلان الدستوري مرتبط بي شخصياً، وبإمكاني إلغاءه بشخطة قلم في حال حدثت أي تجاوزات لصلاحياتي، لكن أؤكد لك بأن هناك تفاهماً كبيراً بيني وبين معلمي وقائدي السيد عبدالملك الحوثي.

* ختاماً، ما هي العلاقة بينك وبين الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح؟

- العلاقة هي الكُنية، فكلانا يكنّى بـ "أبو أحمد"!! والحقيقة أننا في بداية المواجهات طلبنا من صالح الوقوف في الحياد، فوافق على ذلك، ونحن نحترم اتفاقاتنا مع أي طرفٍ كان، رغم العداوات السابقة، لكن إذا فكّر صالح في الوقوف ضدنا فسوف نجعله أثراً بعد عين، وسوف نتقرب إلى الشعب بالقضاء على صالح، وعندها ستكون ثورتنا نقيّة وليست انتقائية! وربما تشاهدون قريباً صوراً تذكارية لنا في مكتب الزعيم!