مليون ليلة وليلة

ابتدع التحالف حربا مختلفة عن كل الحروب، ولن نعثر على ما يشابهها في تاريخ الحروب البشرية وتعريفات المعاجم العسكرية.

حرب لا هي باردة ولا هي حارة، الكر فيها فر، والهزيمة فيها نصر، وعاصفة هي أخف من الريح وأكبر من النسمة.

حرب يديرها التحالف باستراتيجية طريفة حيث تحضر مصطلحات النزال والقتال خارج السياق الطبيعي في اللغة والمعنى. حرب "نصف خمدة "بلا خطة ولا خارطة طريق ولا شوق للسلام يراود مخيلتها.

إنها أشبه بزواج فريند. لعبة ودّية بين عريس فارسي عريض المنكبين وعروس عربية قصيرة القامة، وهما يتجاذبان الشطرنج بروح رياضية منذ ليلة الدخلة وبكل حرص المحب على مشاعر الحبيب من أن تنجرح.

دماء اليمنيين تجري أنهارا تحت السرير الهزاز، هذا لا يهم.

لا أحداً منهما يريد أن يصرخ " كش ملك"! فما زالت شهر زاد تتألق في سرديتها اليومية من قصة ألف ليلة وليلة ومناورات الهزيع الأخير .

ماذا لو تحركت البيادق على رقعة الشطرنج وحسمت المعركة بين منتصر وخاسر؟! وكيف سينام شهريار بلا قصة وخيال ملتهب، أم كيف ستستيقظ شهرزاد صباح الغد بلا أمل جديد ينتظرها على سرير المساء ..

علينا نحن اليمانين الوعي بطبيعة ما يجري، وأن شهرزاد العربية لن تكف عن حكايتها.. لديها روح سلحفاة ومخيلة جامحة في الشعر النبطي الفسيح وحكاوي ما قبل النوم، ولنتوقع امتداد فصول قصتها المثيرة مليون ليلة وليلة وأكثر، في "دهر العسل".