drawas

454x140 صوت واضح

الإمارات تحشد لمواجهة السعودية في شبوة وحضرموت

الأطماع الإماراتية في اليمنتدفع الإمارات المجلس الانتقالي، الموالي لها، بقوة لإحياء الذكرى الواحدة والخمسين لثورة الثلاثين من نوفمبر في شبوة وهي التي منعت الحراك الجنوبي من الاحتفال باليوم الذي شهد إجلاء آخر جندي للاحتلال البريطاني في عدن وقد أغلقت بقوات كبيرة ساحة العروض ، وخصصتها للاحتفال بذكرى يوم الشهيد الإماراتي.

خلال الساعات الماضية، وصل عددا من قادة المجلس الانتقالي قادمين من أبوظبي وفي جعبتهم حشد المزيد من الجماهير إلى عتق للمشاركة في تظاهرة سياسية تحضر لها الإمارات منذ أسبوع، ويراد منها إرسال رسالة للسعودية بأن الانتقالي أو بالأحرى الإمارات لن تفرط بشبوة التي باتت تحت قبضة ابوظبي، وتصرفاتها بعد سيطرة النخبة الشبوانية التي يديرها ضباط إماراتيين على كافة مرافق النفط والغاز.

قبل هذا كان الانتقالي قد زين شوارع المدن الرئيسية في شبوة بأعلام الجنوب والإمارات، بينما استضافت وسائل إعلام إماراتية قادة الانتقالي، أبرزهم رئيس اللجنة الوطنية للمجلس، احمد بن بريك، والذي توعد بقلب الطاولة في سياق حديثه عن التحركات الأخيرة في المحافظات الشرقية، وكان في حديثه رسالة واضحة للسعودية التي رفض قادة المجلس في وقت سابق تلبية دعوة لزيارتها، بحسب نائب رئيس المجلس هاني بن بريك، وهي تعكف الآن على تأهيل محافظات إقليم حضرموت بسلسلة إجراءات ليس أولها تزيين الشوارع بالأعلام اليمنية والحديث عن نقل حكومة هادي إليها أو حتى إنشاء قناة في المهرة بقدر ما وصل الأمر إلى تقسيم حضرموت إداريا.

التحركات الإماراتية في شبوة لا تقتصر على التظاهرات المرتقبة، فالنخبة واصلت خلال اليومين الماضيين انتشارها في عددا من المديريات وقد أحكمت قبضتها على كافة المناطق باستثناء بيحان، المديرية التي تحتضن احد ابرز حقول الغاز وتحميها وحدات عسكرية لا تدين بالولاء لأبوظبي، وقد بدأت الأخيرة تحركات لإخراج تلك القوات بزيارة قبل أيام لضباط إماراتيين إلى تلك المناطق، حيث طلبوا من تلك الوحدات الانتقال إلى البيضاء وتسليم المديرية للنخبة.

هذا الطلب جاء بينما تحشد النخبة قوات كبيرة على حدود بيحان كنوع من الضغط، الذي سبق للإمارات وأن نجحت فيه بإخراج وحدات سابقة من حقوق العقلة النفطية.

تتمسك الإمارات بشبوة وإن بررت ذلك بضرورة إبقائها كأحد موارد لإقليم عدن المتوقع تسليمه للانتقالي، لكن وقد دنت الأطراف اليمنية من اتفاق سلام مرتقب، ترى ابوظبي في أن هذه المحافظة ينبغي أن تكون ضمن حصة مصالحها التي تشمل أيضا السيطرة على السواحل اليمنية، ولا بديل بنظر ابوظبي للغاز القطري سوى هذه المحافظة التي كلفت ابوظبي الكثير في سبيل ذلك وليس أولها التودد للسعودية.

تناور الإمارات بالانتقالي بينما تناور السعودية بحكومة هادي في معركة كسر العظام هذه وهما الحلقة الأضعف في صراع العمالقة، وقد سبق للطرفان وأن خاضا حربا بالوكالة في عدة مدن أبرزها عدن، لكن مما يبدو فإن الوضع في شبوة أكثر تعقيدا لاسيما بعد عودة القيادي أحمد مساعد حسين إلى الواجهة وخطفه للأضواء من الجميع بتشكيل مجلس وطني ولواء عسكري لإدارة المحافظة وقد بدأ فعلا بإخضاع المحافظة بتظاهرات الاثنين ويحضر لجولات جديدة.

كاريكاتير