drawas

454x140 صوت واضح

تساقط قادة المجلس الانتقالي .. هل هو انعكاس لفشله أم توجّه التحالف لعزله؟

729تقرير خاص - اليقين أونلاين

يدخل المجلس الانتقالي الجنوبي، مخاضاً جديداً ينذر بنسف جبهته الداخلية، المحكومة أصلا بصراع المصالح، لكن التحول الجديد الذي تقوده السعودية داخل المجلس الذي تبنته الإمارات قبل عامين وتواصل غرس جذوره في أقصى الجنوب الشرقي لا يعكس توجه للاستغناء عن هذا المكون الذي لا تزال دول التحالف تعوّل عليه كثيراً بقدر ما قد يشهد تغيراً جذرياً في سلّم القيادة المتهمة من قبل التحالف نفسه كـ"أحد أذرع إيران" في اليمن، فهل تدعم السعودية انقلابا داخل الانتقالي؟ أم أن التصعيد ضده مجرد ضغوط عابرة؟

المجلس الذي ظلت الإمارات تستقطب إليه ما استطاعت من قيادات جنوبية، حتى تضخم وأصبح يقارع بقوته القوى التقليدية، بات مؤخراً مصدر للاستقالات، وآخرها إعلان القيادي البارز، عبد الرب النقيب، استقالته بسلسلة تغريدات هاجم فيها القيادات المحسوبة على أبوظبي أبرزهم هاني بن بريك الذي وصفه النقيب بـ"القيادي الطائش".

استقالة النقيب المقيم أصلا في السعودية ليس التحول الوحيد فخلال الفترة الماضية شهد الانتقالي توتراً بين قياداته في شبوة وأخرى المحسوبة على الضالع، وكاد ذلك التوتر يعيد حقبة الثمانينات عندما لجأ الخصوم الجنوبيين في يناير من العام 1983 لقتل بعضهم بالهوية.

بدأ التوتر بسطو قوات شلال شائع القيادي البارز في الانتقالي على أراضي في عدن تابعة لقيادات أخرى من شبوة، ولم تجد الأخيرة ما تقارع به شائع المتوحش في عدن سوى نصب نقاط في شبوة واختطاف كل شخص ينتمي إلى الضالع، تدخّل على إثر ذلك القيادي في المجلس الانتقالي صالح بن فريد العولقي وأطلق سراح المخطوفين، لكنه اشترط إقالة قيادات في المجلس أبرزهم مدير مكتب شلال شائع، ذائع الصيت بنهب الأراضي في عدن، وهو ما رفضته قيادات الضالع في المجلس الانتقالي ، فاعتزل العولقي الخوض في غمار الصراع معها.

الصراعات داخل الانتقالي لم تكن وليدة اللحظة، لكن السعودية تعمل على تغذيتها منذ العام الماضي عندما رفض الزبيدي وشائع دعوة لزيارتها حيث كانت تخطط لتوحيد القوى الجنوبية تحت مكون واحد يكون لهادي اليد العليا فيه وهي تدفع الآن نحو تقوية قيادات أخرى تبدو أقرب إليها، وقد دعت نهاية العام عدداً من قيادات المجلس أبرزهم عيدروس النقيب وناصر الخبجي وقيادات أخرى إلى الرياض لتشارك هذه القيادات في أول اجتماع لأعضاء مجلس النواب، واعتبر البعض هذا الاجتماع بمثابة صفعة قوية لقادة انتقالي أبوظبي، الذين يرفضون عقد جلسات البرلمان في الجنوب ويدفعون لإفشال أية محاولات سعودية لانعقاد المجلس في عدن أو حضرموت.

الرغبة السعودية في عزل أتباع أبوظبي في الانتقالي لم تعد خفية، ويكفي التقارير التي بثتها قناة العربية قبل أيام وتصنف الانتقالي كأحد أذرع إيران في الجنوب إلى جانب مكونات أخرى، لتقوم في وقت لاحق باستضافة قيادات من انتقالي شبوة أبرزهم الناطق الرسمي الذي دعا في تغريدة على صفحته في تويتر إلى إعادة تقييم العلاقة مع التحالف في ضوء تقارير قناة العربية.

خلافات السعودية وقادة الانتقالي المدعومين إماراتياً برزت على أكثر من جبهة. فعسكرياً دعمت الرياض فصائل سلفية في عدن وأخرى موالية لحكومة هادي في صراعها ضد قوات الانتقالي، أضف إلى ذلك سحب بساط أتباع الإمارات في أبين بتسليم "الحزام الأمني" لعبداللطيف السيد الذي ظل يقود اللجان الشعبية الموالية للرياض خلال السنوات الماضية، والاستهدافات المتكررة التي أجبرت "حزام الضالع ويافع " على مغادرة أبين مقابل نشر أتباع عبداللطيف السيد.

سياسيا فرضت الرياض واقعاً جديداً في المحافظات الجنوبية لطالما عارضته قيادات الانتقالي الموالية لأبوظبي وانعكس ذلك الواقع بتدشين السفير السعودي بمعية نظيره الأمريكي العام الماضي إقليم حضرموت الذي قد يضم شبوة والمهرة وسقطرى، وتواصل الرياض تأهيل الإقليم آخرها ما أعلنه وزير النقل في حكومة هادي عن التحضير لإطلاق شركة طيران حضرموت.

قد يكون التصعيد السعودي ضد الانتقالي مجرد ضغوط لإجباره على قبول الواقع الذي تفرضه الرياض كالتقسيم الجغرافي للمحافظات الجنوبية والشرقية والسماح بعقد جلسات البرلمان الذي يتحضر أعضاؤه للوصول إلى حضرموت، هذا إذا ما نظرنا إلى استمرار السعودية في استخدام الجنوبيين كأدوات وأوراق جديدة للعب آخرها إرسال 5 ألف عنصر من مسلحي المجلس في يافع والضالع إلى المهرة حيث تعثرت السعودية في مد أنبوب للنفط وسط تصاعد رفض الأهالي لما يصفوه بالاحتلال "السعودي"، لكن واقعياً فالسعودية التي أزاحت كبار القادة الجنوبيين من المجلس الأعلى للحراك الجنوبي بدعم أمين سر المجلس فؤاد راشد الذي انقلب على قيادات المجلس كالبيض وباعوم، قد تقود انقلاباً مماثلاً لصالح الموالين لها داخل الانتقالي نفسه، خاصة في ظل وجود قيادات طائشة في الانتقالي على غرار هاني بن بريك الذي ما فتئ يجلب للانتقالي المزيد من العداوات بسبب مواقفه المتشددة إلى درجة التنطع واستعداء الآخرين محليا وخارجياً، كما فعل مؤخراً وهاجم الكاتب السعودي سليمان العقيلي، وقال: إذا كان سليمان العقيلي إخونجي فتباً وسحقاً له ولو كان من آل سعود وآل نهيان بل ولو كان من آل الرسول عليه السلام.. فهل هذه لغة يمكن أن يستخدمها سياسي مبتدئ، فضلاً عن قائد يعتلي الصف الأول في الهرم القيادي للمجلس الانتقالي الجنوبي؟

كاريكاتير