قتلى وجرحى في تفجير سيارة مفخخة ببنغازي

قتل عشرة أشخاص وجرح 15 آخرون في انفجار سيارة مفخخة استهدف الليلة الماضية نقطة تفتيش تابعة للجيش في منطقة برسس شرق بنغازي، في أول هجوم "انتحاري" تشهده المدينة.

وأفادت مصادر أمنية بأن من بين القتلى عسكريين ومدنيين تصادف وجودهم قرب البوابة، وأشارت هذه المصادر إلى أن الانفجار أحدث حفرة عميقة في الأرض وسمع دويه في المناطق المحيطة.

 يذكر إن الهجوم تم بسيارة نوع تويوتا بيك أب رباعية الدفع يقودها انتحاري، وإن الوضع الأمني متوتر وإن هناك حالة من الاستنفار الأمني في محيط مستشفى الجلاء وسط المدينة الذي نقل إليه الجرحى.

هذا وقد تم التعرف على هوية سبعة من القتلى، ولم يتم التعرف بعد على هوية القتلى الآخرين الذين تمزقت جثثهم إلى أشلاء,وكان مسؤول استخبارات الجيش الليبي في بنغازي العقيد فتح الله عبد الرحيم القزيري لقي مصرعه أول أمس الجمعة على أيدي مجهولين أثناء زيارة عائلية لمدينة درنة شرق ليبيا.

يشار إلى أن الوضع الأمني تدهور بشكل كبير خلال الشهور القليلة الماضية، بسبب تواصل سلسلة الاغتيالات والتفجيرات في بنغازي التي تعد ثانية المدن الليبية الكبرى، وذلك رغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتعزيز الأمن في المدينة.

وأغلقت معظم الدول قنصلياتها في بنغازي بعد سلسلة هجمات، كما أوقفت بعض شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى هناك.

ورجحت مصادر أمنية أن الهجوم يأتي انتقاما لعملية إلقاء القبض على عدد من المسلحين قيل إنهم ينتمون إلى التيار الجهادي من قبل عناصر الجيش في تلك المنطقة قبل نحو شهر، أعقبها هجوم مسلح أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود.

وتعيش مستشفيات بنغازي حالة من الاستنفار وحراسة مشددة لقوات الجيش. وكانت بوابة "برسس" قد شهدت قبل أيام اشتباكات بين قوات الجيش ومهاجمين بهدف "تحرير" موقوفين محسوبين على التيار الجهادي.

وتحولت مدينة بنغازي إلى مدينة الاغتيالات السياسية والأمنية، وأصبحت حاضنة لعدد كبير من الجماعات المتطرفة، أهمها جماعات تابعة للقاعدة وأخرى لأنصار الشريعة، حيث كانت وسائل إعلام قد كشفت قبل أيام احتضان بنغازي لأكبر تجمع تنسيقي لقيادات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعات أخرى مرتبطة بأنصار الشريعة في بلدان مغاربية.

انتشار هذه الجماعات في المدينة بالإضافة لسلسة الاغتيالات، حول بنغازي لبؤرة توتر أمني كبيرة، كثيراً ما رفضها السكان الذين خرجوا في أكثر من مناسبة للتظاهر ضد انتشار المسلحين في أرجاء المدينة.

ويضاف الاغتيال الجديد في مدينة بنغازي، أول أمس الجمعة، لما يقارب السبعين اغتيالاً في صفوف قيادات أمنية وسياسية في المدينة منذ نهاية الثورة.

وطالت أهم الاغتيالات أيضاً عبدالسلام المسماري، أحد أهم المعارضين لنظام القذافي وأحد مؤسسي المجلس الوطني الانتقالي، إضافة لمقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنس بعد الهجوم على السفارة الأميركية.

الاغتيالات التي استهدفت خصوصاً قيادات عسكرية أغلبها كانت ضمن جيش القذافي، طالت أيضاً العميد محمد هدية الفيتوري آمر الذخيرة والتسليح بالجيش الليبي قبل اغتيال العميد جمعة الكاديكي في سبتمبر الماضي، وهو القيادي في جهاز الاستخبارات الليبية، وآخر الاغتيالات طالت أيضاً آمر قوات درع ليبيا في مدينة درنه العقيد عدنان النويصري.