drawas

454x140 صوت واضح

للحرية ثمن باهض

noman al hakem- مازلنا في مسار إصلاح حال الوطن في تعثر, بما يشبه أفلام الخيال العلمي أو أفلام القادمين من كوكب آخر.. أشكالها غير أشكالنا, ولا نفهم منها إلا الموت والقتل والفتك حتى بالناس الذين نطلق عليهم (ملائكة الرحمة)!

- اعترتنا الرعشة والتلعثم واهتزت أطرافنا وشلت حركاتنا للصدمة, التي ازدادت تعاظماً بمشاهدة كاميرات (مجمّع العرضي) التي زادتنا يقيناً أن لا تسامح مع هؤلاء ولا مهادنة.. والحمد لله أن كانت النهاية محصورة في هكذا خسائر ولم تمتد إلى خارج المجمع نفسه..

- لكن ترى بأي ذنب قتل هؤلاء الأبرياء, الذين ما كانوا إلا في خدمة المرضى الذين أرهقتهم الحياة وأعيتهم الصحة التي بحثوا عنها في هذه المستشفى, الذي كان فيه حياتهم وموتهم؟! وهل يتصور أحدنا مشهداً بشعاً كالذي تم فيه قتل الممرضة أو الدكتورة في ذلك المشهد الشنيع؟!

- لا يكفي ما أعلنت عنه الجهات المعنية بقتل القتلة كلهم. ولا يكفي شجاعة الأخ رئيس الجمهورية بحضوره ومجازفته لإنهاء هذا المشهد الدخيل, وإن كنا نكبر له ذلك الموقف لكننا نريد كشفاً للقتلة ومن وراءهم, سريعاً, والقصاص ممن لا زالوا أحياء ويعدون مؤامرات الموت للأبرياء من مواطنين وجنود وأجانب. ولا تكفي الحيطة بزيادة اليقظة والحراسات, بل بإيجاد حال من الحس الشعبي المساعد لحماية الناس والوطن, وبإنهاء حمل السلاح, وانتشار جيش عرمرم من المخلصين في الشوارع والحارات و (الزغاطيط) لمراقبة الحالات المشبوهة, وعدم التهاون والتفريط في المنافذ الحدودية, وتحديد هوية الجيشس وعدم القبول ببزات عسكرية تباع هنا وهناك.. فهذه كلها ستؤدي وقد أدت إلى كوارث, وليس آخرها (مجمع العرضي) نسأل الله أن لا نرى مثيلاً لها!

- كما أن السيطرة على السلاح والحفاظ عليه وعدم انتشاره (بشكل تجاري) كما هو الحال اليوم, وأمام مرأى ومسمع الناس, سوف يكون لها نتائج طيبة.. هذا إن كنا نريد بلداً آمناً وخالياً من الويلات والنكبات.

- أما بالعودة إلى (مجمع العرضي).. فإن كتباً وأفلاماً ومسلسلات لن تكفي لشرح الموضوع ولن تنسينا الجريمة البشعة, ولن ينسى أهل القتلى (الشهداء) -سواء أكانوا يمنيين أم أجانب- أقول لن ينسوا إلا إذا قدمت رقاب الخونة والمتآمرين إلى العدالة لتقول فيهم كلمتها.. وهذا أقل الوفاء لمن سقطوا أمام أعيننا بموت مفزع, وبخاصة (ملائكة الرحمة) ممن كانوا يرتدون البزة الخضراء- رحمة الله تغشاهم- ونعزي أهاليهم قائلين: الله يصبركم.. و (إنا لله وإنا إليه راجعون).

- ولمذيعي الفضائيات والأثير الإذاعي نقول: لا تخلطوا بين (الجماد) و(البشر).

فكلمة (مجّمع) بتشديد (الجيم) هي للجماد, من بناء ومواقع وما شابه ذلك.

أما كلمة (مجْمع) بتسكين (الجيم) فهي للبشر ومواقع تجمعاتهم العلمية والثقافية

$1-         ولذلك نقول ( مجّمع العرضي), و (المجّمع السكني)..الخ, كما أننا بالمقابل نقول (المجْمع اللغوي) و(المجْمع العلمي).. الخ.. نسأل الله الهداية وحسن الختام.. آمين! ولا نامت أعين الجبناء!! وصدق الشاعر القائل:

"وليس من مات فاستراح بميت

                إنما الميتُ ميِّت الأحياء"

كاريكاتير