drawas

454x140 صوت واضح

حوار افتراضي بين الرئيس الجديد/ عبدربه منصور هادي وبين الرئيس القديم/ علي عبدالله صالح..

hadi salhصالح: بلغني أنك تريد مغادرة العاصمة حتى لا تكون حمدي آخر.. وأنا موافق على التمديد لك(6) أشهر!

هادي: أنت طلبت الرئاسة لمدة أسبوع وبقيت بها (33) سنة.. والآن أحسبها بكيفك!

صالح: مساء الخير يا فخامة الرئيس، وعظّم الله أجركم، والحمدلله على سلامتك.

هادي: وأجركم عظيم وكبير! شكراً لك.

صالح: لا شكر على واجب يا فندم، والله أنني افتجعت عليك أكثر مما افتجعت على نفسي في حادثة النهدين!

هادي: أنا مصدّق لك من دون ما تحلف!

صالح: شوف يافندم، ضروري تأخذ كافة الاحتياطات اللازمة، وانتبه تثق بأي شخص مهما كان!

هادي: أيش قصدك؟

صالح: قصدي أن حياتك غالية علينا قوي، وإذا جرى لك حاجة -لا سمح الله- عتدخل اليمن في بحر من حِلْبة!

هادي: أنا عارف إنكم تحبوا الحلبة، لكن مش مشكلة، إسلتوا (الحلبة) وخزّنوا (القات) وتزحلقوا وتطحسسوا براحتكم!

صالح: يا فندم، هذه حِلبة ثانية مش حِلبة من حق مطعم الفقيه.. هذه حِلبة من دماء وأشلاء وقتل ومقتالة!

هادي: سهل، أنتم متعودين على كل شيء!

صالح: بالعكس يافندم، والله إن قد شبعنا مشاكل، ونشتي نفتهن في أرواحنا.. يكفي همّ وهرم، نسأل الله حسن الخاتمة!

هادي: آمين، من فمّك لباب السماء!

صالح: ذلحين ما عرفتوش من قام بهذا الاعتداء الجبان والغادر والخسيس؟

هادي: لا زالت التحقيقات جارية.

صالح: شوف، لا تركن على تحقيقات اللجان، لأنه تحصيل حاصل، ولا بد أن تشكل لجنة سرية وخاصة بك، وبإمكانك تفعيل الاستخبارات الرئاسية، وإذا تشتي أساعدك أنا على أتم الاستعداد!

هادي: لا نحتاج لهذا كله.. الأمور واضحة مثل الشمس، والصور موجودة وجميع الأدلة في أيدينا.

صالح: لكن يا فندم، ما كان فيش داعي توافقوا على نشر تلك الصور البشعة في القناة الرسمية لأن هذا مستفز لمشاعر عائلات الضحايا، بالإضافة إلى أنه دعاية مجانية للإرهابيين!

هادي: ليش، أو أنت عرفت واحد منهم أو شيء؟

صالح: ههههه، أنت خفيف دم حتى في أشد الأزمات.. طبعاً أنا وصلتني معلومات مؤكدة بأن علي محسن وراء عملية الهجوم بالتعاون مع قيادات إصلاحية!

هادي: ما هو دليلك؟

صالح: الأمر لا يحتاج إلى دليل؛ لأنني أعرف جيداً علي محسن، فهو (خبزي وعجيني)، كما أن علاقته بالقاعدة معروفة للجميع، حتى أن بعض الإرهابيين في هذا الهجوم كانوا يرتدون ملابس الفرقة، وهذا أكبر دليل!

هادي: هذه لا ترتقي إلى مستوى الأدلة.

صالح: خلاص، إسأله عن سبب انتقاله من القصر الجمهوري إلى الفرقة قبل يومين من الحادثة؟

هادي: انتقاله من القصر إلى الفرقة كان بسبب حادثة تسرّب غاز، وقد تم التحقيق في الأمر، وأنا سمحت له بالانتقال.

ثم كيف تقولوا بأن علي محسن وراء الهجوم، وأنتم من يردد بأن علي محسن مقرّب مني ويسيطر على قراراتي، فإذا كان كذلك فما هو الدافع له من وراء هذا الهجوم؟

صالح: هناك أكثر من دافع بالنسبة له!

هادي: مثل ماذا؟

صالح: أولاً: هو يظن بأنه الشخص الأقوى والمؤهل لقيادة البلد إذا نجحت عملية اغتيالك فيأتي هو وكأنه المنقذ للوطن.. أيضاً لعله يريد من وراء هذه العملية إقالة وزير الدفاع بعد أن سمع برغبتك في إقالة وزير الداخلية، خصوصاً وأن وزير الدفاع هاجم علي محسن قبل أسابيع من الحادثة!

لكن طالما وقد فشلت العملية فهو الآن يحاول أن يقطع شعرة العلاقة التي بيني أنا وأنت، ويحاول يقنعك بأنني وراء هذه العملية.. خاصة بعد إقالة صديقي الوفي مدير مجمع الدفاع السابق علي يحيى الآنسي قبل أسبوع من الحادثة!

هادي: هذه كلها تظل مجرد تكهنات لا يمكن الاستناد إليها أو تجاهلها، وعلى العموم القضية قيد التحقيق، ولا بد أن يأخذ التحقيق مجراه دون أي استثناءات، وأكيد سنعرف هؤلاء المجرمين وسيعرفهم الشعب ويحاكمهم.

صالح: الآن طمّنتني، الله يطمنّك.. لكن انتبه تصدّق للإصلاحيين، هم اللي ودّفوا بي!

هادي: كيف ودّفوا بك؟

صالح: كانوا كل شوية يقولوا لي: انتبه للبيض.. انتبه للحوثي.. أنت مستهدف.. حياتك في خطر.. والآن أكيد بيقولوا لك نفس ما كانوا يقولوا لي!

هادي: لم يتكلموا معي، وأنا لا أسمع لأحد، ولو كنت أسمع لأحد لما حضرت إلى مجمع الدفاع وعاد المعركة قائمة مع الإرهابيين!

صالح: أما موقفك هذا فهو بصراحة قمة الشجاعة والاستبسال، وحقيقة أنا كنت أظن نفسي الشجاع رقم واحد، لكن (بيني وبينك) أنت طلعت أشجع مني، ولو عاد كنت أنا رئيس لمنحتك رتبة المهيب الركن، تقديراً لهذا الموقف البطولي!

هادي: أنت الآن تخاطبني وكأنني لا زلت نائبك وليس رئيسك!

صالح: لا تفهمني خطأ يا فندم عبده، بل أنت رئيسي وأنا زعيمك!

هادي: خلّيك من الرئاسة والزعامة، وقل لي أيش تشتي وخلّصني، لأن ورائي شغل.

صالح: أنا ألتقيت بأعضاء في اللجنة العامة وكلموني بأنك زعلان قوي وأنك تريد مغادرة العاصمة ولا تريد أن تكون (حمدي آخر) ولهذا قررت أن أتصل بك وأشدّ من أزرك ونطوي الخلافات التي بيننا، وقد أقنعت أعضاء اللجنة العامة بالمؤتمر بضرورة التمديد لك لمدة (6) أشهر كاملة!

هادي: كثّر الله خيرك على هذي الجمالة!

صالح: أو عادك تشتي أكثر من (6) شهور؟

هادي: شوف، أنت قلت في عام 78م تشتي تطلع رئيس لمدة أسبوع فقط من أجل تنتقم لقتلة الغشمي، صح أو لا؟

صالح: صح!

هادي: وبعدها امتط الأسبوع ليصبح (33) سنة.. صح أو غلط!

صالح: صح، صح، لكن...

هادي مقاطعاً: خلاص، وأنت الآن أحسبها بكيفك!

صالح: يعوووو  والفعلة.. أين أنت من (أوف أسبوع) إلى (دُبم السنتين)؟!

هادي: لا تخاف، أنا مش طمّاع مثلك.. يكفيني خمس أو ست سنوات فقط!

صالح: الله يطول عمرك، لكن المهم تنتبه لنفسك من عيال الحرام، لأن حادثة اقتحام مجمع الدفاع مسألة خطيرة أقل ما توصف بأنها رسالة ينبغي استيعابها جيداً!

الرئيس: لم تكن رسالة جيدة حتى أستوعبها جيداً، وإنما كانت رسالة رديئة وسوف ترتد في وجوه أصحابها. مع السلامة، أنا مشغول!

كاريكاتير