لسان حال صالح: أنتم جميعاً تربيتي فانسحبوا وأعطوا الخبز لخبازه

إعملوا ما شئتم، فلن يكون غير ما نريده نحن.. حاولوا أن تحكموا وأن تسيطروا على مؤسسات الدولة وفكفكوا الجيش، فلن تستطيعوا مواجهة هيجاننا الذي سينفجر قريباً في وجوهكم!

مهما تحاورتم في موفمبيك، ومهما قال ياسين سعيد نعمان، ومهما عمل الموظف الأممي جمال بنعمر، فلن تتحقق سوى أهدافنا، حتى لو أقرّيتم الفيدرالية أو الكونفيدرالية أو الدولة الاتحادية أو حتى الانفصال، فلن تهدأ البلاد، وسوف يتم تفريغ هذه المسميات مثلما تم تفريغ (الحكم المحلي واسع الصلاحيات)!

مهما حاولتم تهدئة الشارع الجنوبي وامتصاص الغضب المتصاعد لدى أبناء الجنوب، فأنا قادر على استفزازهم بكلمات معدودة، وأجعلهم أشد مما كانوا أثناء حكمي.. سوف أجعل الجنوبي ضد الشمالي والشمالي ضد الجنوبي، والزمرة ضد الطغمة والطغمة ضد الزمرة، وأصحاب الضالع ولحج ضد أبين، وأصحاب حضرموت ضد شبوة، وأصحاب المهرة وسقطرة ضد حضرموت.. وهكذا أعجن أبوها عجين.. وكما يُقال "ما للحب المسوّس إلا الكيال الأعور"!!

وفي النهاية أنا المستفيد في جميع الحالات؛ فإذا بقيت الوحدة فهي إحدى منجزاتي وسوف تتذكر الأجيال بأن هذه هي الوحدة التي صنعها علي عبدالله صالح.. أما إذا تم تقسيم اليمن وتجزأتها، فهذه شهادة لي بأنني آخر رئيس يحكم اليمن الموحد، ولن يستطيع أحد بعدي إعادة الوحدة ولو بعد مئات السنين!!

ولهذا إكتبوا ما أردتم من تنظيرات وقرارات على الورق، فنحن واقفون على الأرض وصامدون في الميدان، وسنعمل لكم (شُغلة) بعد (شُغلة) حتى تستسلموا أو نهدم المعبد فوق رؤوس الجميع (عليّ وعلى أعدائي يا رب)!

وأنا متأكد من أنكم ستقفون عاجزون أمام مختلف أوضاع البلاد كما عهدناكم جميعاً، فإذا أنتم الآن عاجزون حتى عن إيقاف حرب صغيرة في دماج، فكيف بإيقاف غيرها!!

ولعلكم تعرفون جيداً كيف كنت أتمكن من إيقاف حروب متعددة سواء حروب شطرية أو حروب داخلية ومنها حروب صعدة التي كنت أستطيع التحكم ببدايتها ونهايتها، وأحياناً بمكالمة هاتفية! بينما أنتم الآن عاجزون عن إيقاف اشتباكات في منطقة صغيرة مثل دماج!!

وبعد هذا كله تريدون أن تمددوا لأنفسكم، لكن هذا التمديد ليس لصالحكم، وإنما لصالحي أنا؛ لأنكم ستزدادون فشلاً وعجزاً وسيفتضح أمركم أكثر لدى الشعب.. ولو كنتم رجال وواثقين من أنفسكم فلماذا تتهربون من الانتخابات؟!

هذا يعني أن حزب المؤتمر هو الحزب الأقوى والأفضل والأقدر؛ لأنه الحزب الوحيد الذي لا يخشى من الانتخابات، بل يطالب بها؛ لأنه يعرف مكانته بين الشعب، رغم أنه لم يعد يملك السلطة أو الجيش كما كنتم تدعون بأننا نجيّرها لخدمة الحزب! 

لن تنفعكم أمريكا والغرب والدول العشر الراعية؛ لأن الخارج لا يهتم سوى بمصالحه فقط، ولن ينفعكم جمال بن عمر؛ لأنه في النهاية مجرد موظف لدى الأمم المتحدة، سوف يؤدي مهمته و"يِرِحْ له"، ولن يحلّ مشاكلنا غيرنا نحن، سواء بالتفاهم أو أن كل طرف يثبت وجوده في الميدان، وسيكون البقاء للأقوى!

ولا يغرّكم أن الشعب اليمني صابر عليكم، لأن لصبره حدود، وسوف يخرج المارد من قمقمه، فلا تراهنوا كثيراً على الجهل والتخلف الموجود في الشعب اليمني!!

ولهذا أنصحكم بإعلان فشلكم وإشهار إفلاسكم، وعليكم أن تنسحبوا بهدوء وتعطوا الخبز لخبّازه!!

أنا من صنع الوحدة وأنا القادر على إنهائها.. أنا المتحكم بالقاعدة وبكل القواعد ابتداءً وانتهاءً.. أنا من سمح للتغيير وأنا من سأقضي على التغيير.. أنا من طلعتكم السلطة وأنا من سأنزلكم منها..

أنتم جميعاً تربيتي، وأنا داري بكم على واحد واحد، وأعرف حجم وتأثير كل واحد منكم أيها المسيّسين.. وإذا كنت قد فشلت سابقاً في تربيتكم، وأنشغلت بالسلطة عن تربيتكم، فأنا اليوم متفرغ لتربيتكم من جديد.. وأنا وراكم والزمن طويل!!