drawas

454x140

لماذا لا يتم الحسم في جبهات القتال؟

د. فؤاد الصلاحيالسياسة عامة وفي بلادنا العربية تتضمن أمور سيئة يخطط لأن تكون كذلك لأنها تعبر عن قيادات انتهازية وبائسة.

من هنا يصح القول بتأكيد طرفي الصراع على العبث السياسي وتعميم الفوضى باعتبارها عمليا أفضل الطرق للوصول نحو مساومات تمكنهم من مغانم ومحاصصة في إطار مساومات لإنهاء الاحتراب الأهلي والعدوان الخارجي، مع أن كل مظاهر العدوان على الشعب وتدمير المجتمع تتطلب إخراج كل المتسببين فيها من الشأن السياسي.

لكن … لن يتم ذلك .. لأن قوى الداخل منهكة والبديل السياسي غائب والخارج الإقليمي لم يعد راغب في الاستمرار بالقتال لما يجره نحوه من مشكلات وتكاليف اقتصادية .. ولا يهمه من يكون في إدارة السلطة نزيها أو فاسدا وطنيا أو تابعا للخارج، المهم يحقق له مصالحه.

وهنا بؤس السياسية وتفاهة السياسيين الذين يبيعون بلادهم ليكونوا وكلاء للخارج وتابعين له. (انظروا إلى من يسكنون فنادق خمس نجوم وتصريحاتهم البلهاء ووجوههم المنتفخة كالدببة).

من هنا نفهم التلاعب بمجريات الميدان العسكري في تعز (لن يصل دعم حكومي إليها ولا سعودي ولن يكف الطرف الآخر عن حصارها وقصفها) وكل الجبهات الأخرى مأرب وصنعاء .. كلها لن يتم الحسم فيها لأن الخارج كما قوى الداخل تريدها ميدانا لاختبار القوة ولكسب وقت أطول في المساومات.

ويبقى الخيار الشعبي وحده بخروجه من حسابات القيادات الحزبية والعسكرية والمليشاوية لينتصر للشعب والوطن ودون ذلك ستبقى كل المدن في حالة من الفوضى وتعميم العنف، فلا عدن و لا تعز و لا صنعاء بمنأى عن التدمير الممنهج والفوضى المخطط لها من الخارج والداخل..؟

من صفحة الكاتب على الفيسبوك

كاريكاتير