drawas

454x140 صوت واضح

هل الاصطفاء وظيفة أم وراثة؟

مقبل نصر غالبيقول الله تعالى (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين).. إن كان الاصطفاء عرقي وراثي يسري إلى الأبناء فكلنا مصطفين أولاد آدم وأولاد نوح (وجعلنا ذريته هم الباقين).

وإن كان الاصطفاء لمهمة يقوم بها تنزع منه إذا قصّر فيها ( يا موسى إني اصطفيتك برسالاتي وبكلامي) لا ينتقل إلى الأبناء وإلا كان إبن نوح من المصطفين ولن يغرق (ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون). مستحيل أن يكون الكثير الفاسقون مصطفين بسبب الذرية والسلالة.

أما الصالح منهم مهتد ولم يقل مصطفي. (ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين) والنسب لا يفيد صاحبه في الدنيا ولا في الآخرة (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون).

والله يصطفي من يشاء من عباده وليس من سلالة معينة (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) والله (يصطفي رسلا من الملائكة ومن الناس) ولا يصطفي الإنسان نفسه أو أسرته (نحن أبناء الله وأحباؤه) أو يصطفي عنصريته بقوله (شعب الله المختار). بل الله يكلفه بمهمة، ومن أخل بهذه المهمة لا صفة له ولا اصطفاء، لذلك كان التهديد مستمر "لقطعنا منه الوتين".. "لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات". "لحبط عملك".

* التفضيل لشرف المهمة

فُضل بني إسرائيل على العالمين تفضيل إيماني فأخلوا بهذا التفضيل فنزعه منهم. وجعل منهم القردة والخنازير وأباد أكثرهم في التيه أربعين عاماً، وهنا انتهى التفضيل. ولو كان عنصرياً لما تحولوا قروداً.

فلا يقول قرشي إن الله اصطفاه لأنه من ذرية إبراهيم الذي اصطفاه الله. وكثير من ذريته فاسقون. وقد حجر عليه مباشرة حين أراد الإمامة وراثة (قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي) رد عليه فورا (لا ينال عهدي الظالمين) وأي ظلم أكبر من الذي يدعي أن الله اصطفاه على البشر يحكمهم وينهبهم أو يقتلهم.

لكن الذي أراد لنفسه العبودية هو حرّ في عبوديته لا يحاول إقناع البشر أن يكونوا عبيداً مثله.

كاريكاتير