التحالف والمجلس الانتقالي.. خطة الانقلاب على هادي من الداخل

يتصاعد التوتر بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي في أكثر من محافظة جنوب وشرق اليمن منذراً بانفجار الوضع عسكرياً، ولكن وخلافا لكل مرة تسند فيه الإمارات جبهة الانتقالي، يقف التحالف اليوم موقف المتفرج بانتظار الحسم وهو الذي أعلن مؤخراً رفع يده عن الفصائل المسلحة وكأنه يترقب ولادة فريق قوي على الأرض، يمكّنه من فرض أجندة بعيدة عن مفاوضات السلام التي أرادها التحالف بين أطراف الشمال اليمنية فقط.

في عدن عززت قوات المجلس الانتقالي المعروفة بـ"الحزام الأمني"، اليومين الماضيين، انتشارها على الأرض، ناشرة الفوضى بالتنسيق مع عناصر تابعة لمدير أمن عدن شلال شائع التي عمدت على قطع الطرقات ونهب المارة وممارسة البلطجة بحق القاطنين في مديرية خورمكسر، في الوقت الذي استحدثت فيه قوات أبو اليمامة نقاط في منطقة الشيخ عثمان ثاني أهم معاقل قوات هادي التي لم يدخلها الحزام الأمني منذ تشكيله، أضف إلى ذلك ما تحدث به ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي عن اعتداءات للحزام الأمني على مسؤولين في حكومة هادي حيث قام مسلحون من اللواء الأول التابع لرئيس المجلس الانتقالي قبل يومين باعتراض موكب لمسئولين وتجريدهم من الأطقم والسيارات وحتى الأسلحة وأعاد المسئولين إلى قصر المعاشيق على متن سيارات أجرة، وذلك ما قد يفسر مغادرة رئيس الوزراء مساء الإثنين عدن برفقة عدد من أعضاء حكومته وهو الذي أقرّ قبل 40 يوماً من توليه المنصب حجز جوازات الوزراء ومنعهم من مغادرة عدن.

في شبوة، شهدت مدينة عتق، الاثنين تبادلاً لإطلاق النار بين قوات الانتقالي المعروفة بـ"النخبة" وقوات هادي المنتشرة في عتق وذلك في أعقاب نشر النخبة عربات إماراتية واستحدثت نقاطاً قرب مركز المحافظة، بالتزامن مع زيارة رئيس فرع المجلس الانتقالي للمؤسسات الحكومية في المحافظة والاطلاع على سير عملها، وكأن الانتقالي قد عيّن رئيسه هناك محافظاً بدلاً عن محمد صالح عديو الذي عينه هادي مؤخراً محافظا لشبوة.

قبل هذه التحركات كان القيادي البارز في الانتقالي صالح بن فريد العولقي طالب هادي بضم النخبة إلى قوام قواته أسوة بالفصائل الأخرى في حضرموت وعدن، وهذا الطلب يعد لأول مرة في تاريخ الخصمين اللدودين اللذان خاضا حتى وقت قريب معارك دامية في أكثر من محافظة بإسناد إماراتي.

حضرموت هي الأخرى تشهد تحركات للمجلس الانتقالي، حيث حددت هيئة رئاسته نهاية الشهر الجاري موعدا لـ"الهبة" بالتزامن مع تصعيد قيادات الانتقالي تحريضاتهم على المنطقة العسكرية الأولى وتغذية الحقد ضد عناصرها باعتبارها كآخر وحدات يمنية منتشرة في وادي وصحراء حضرموت، وآخر تلك التحريضات ما نشره القيادي في المجلس "الكثيري" من أخبار عن حشد عسكري لعلي محسن للسيطرة على وادي وصحراء حضرموت، مع أن الانتقالي حاول أكثر من مرة نشر النخبة هناك لكن دون جدوى في ظل معارضة سعودية لوجوده على حدودها.

حتى اللحظة يبدو الصراع في طور التنامي بين قوى جنوبية لا علاقة لها بالسعودية أو الإمارات التي أعلن وزيرها للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، مؤخراً تخلي بلاده عن المليشيات وطالب بضمها لـ"الشرعية" تلك التي حاربتها بلاده أكثر من غيرها، ومنعت رئيسها أكثر من مرة من العودة إلى عدن، أضف إلى ذلك سحب الإمارات معدات عسكرية من الحزام الأمني في عدن وأطلقت يده في المدينة وأقرانه في المحافظات الأخرى، وقد تنبأ ضاحي خلفان، قائد شرطة دبي، بأن يكون هادي أول المغادرين للمشهد خلال المرحلة المقبلة، غير أن المؤكد بأن التحالف يتجه للاستغناء عن حكومة هادي بعد ما أخضعها في السويد لأن تكون طرفاً في مفاوضات خاصة بمطار صنعاء والحديدة في الوقت الذي أسقط فيه القضية الجنوبية وفرض وقائع مغايرة للمتفق عليها أو تلك التي سوّقها في بداية حربه وتمثلت بإعادة الشرعية إلى اليمن.

هذه التحركات أقلقت هادي الذي أعاده التحالف مجدداً إلى الواجهة بعد أن كان نفاه إلى الولايات المتحدة، وقد عقد لقاء الاثنين بكافة قياداته العسكرية والسياسية، وتحدثت مصادر دبلوماسية بأن التطورات في جنوب اليمن خيمت على أجواء اللقاء، فقوات هادي تتوجس من أن تكون خطوة الإمارات التخلي عن فصائلها محاولة للسيطرة على معسكرات هادي من الداخل عبر ما يعرف بالانقلاب الناعم، وكذلك الاستفادة من بقاء هذه الفصائل خارج السيطرة وقد ألقت الإمارات بالكرة في ملعب هادي وفي كلا الحالتين ستتحمل حكومة هادي الخسارة.