drawas

454x140

القوات السورية تسيطر على منطقة الساحل "معقل الأسد" وتقتل 136 شخصا

soryaنفذت قوات الأمن السورية، مساء الجمعة، انتشاراً وعمليات تمشيط في المنطقة الساحلية، معقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد، وفرضت السيطرة الكاملة على مدينتي طرطوس واللاذقية، فيما أحصت مصادر «إعدام» هذه القوات 136 شخصاً بعد اشتباكات غير مسبوقة خاضتها مع مسلحين، في حين أعربت الأمم المتحدة عن قلق بالغ إزاء الأحداث الدامية التي تشهدها البلاد.

شنت القوات السورية حملات أمنية في محافظات اللاذقية وطرطوس وبانياس، وأعلنت تمديد حظر التجول في مدينتي طرطوس واللاذقية في ظل اشتباكات اندلعت أمس الأول الخميس وتعدّ «الأعنف» منذ إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر.

وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع السورية، حسن عبدالغني، الجمعة، فرض السيطرة الكاملة على مدينتي طرطوس واللاذقية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)عن عبدالغني قوله: «تواصل قواتنا التعامل مع ما تبقى من بؤر للمجرمين، ونقوم بتسليم جميع المتورطين إلى الجهات الأمنية المختصة لضمان محاسبتهم وفق القانون».

وأضاف المتحدث أن كل من يرفض تسليم سلاحه للدولة سيواجه رداً حاسماً لا تهاون فيه، مؤكداً أن «عهد الاستبداد انتهى و(حزب البعث) دُفن إلى غير رجعة».

وقال مصدر أمني بوزارة الداخلية: «بعد قيام فلول النظام البائد باغتيال العديد من عناصر الشرطة والأمن توجهت حشود شعبية كبيرة للساحل ما أدى لبعض الانتهاكات الفردية، ونعمل على إيقاف هذه التجاوزات التي لا تمثل عموم الشعب السوري».

وكان قائد شرطة اللاذقية قد أعلن الانتهاء من تأمين المدينة وفك الحصار عن مواقع أمنية وعسكرية.

وأعلنت السلطات إطلاق عملية أمنية في مسقط عائلة الأسد، بعد معارك دامية وفظائع أسفرت عن مقتل أكثر من 140 شخصاً في غرب البلاد.

ونقلت (سانا) عن مصدر في وزارة الدفاع قوله «تقوم قواتنا الآن بتنفيذ عمليات نوعية دقيقة بالتنسيق مع قوى الأمن العام ضد فلول النظام السابق التي غدرت بقواتنا وأهلنا في مدينة القرداحة».

وعلى هامش حملتها الأمنية، أفادت مصادر مطلعة بإقدام «عناصر من قوات الأمن على إعدام 90 شاباً ورجلاً علوياً في بلدتي الشير والمختارية في ريف اللاذقية».

ونعى «المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر» الشيخ شعبان منصور (87 عاماً) وهو أحد أبرز مشايخ العلويين في سوريا.

وبحسب المرصد السوري فإن عناصر من قوات الأمن أقدمت على إعدام 136 شخصا من أبناء الطائفة العلوية المنتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد، وذلك خلال عملية واسعة النطاق في شمال غربي البلاد ضد مقاتلين موالين للرئيس السابق، في حين تحدثّت السلطات عن انتهاكات فردية.

وفي منشور على منصة إكس، قال رئيس جهاز الاستخبارات العامة أنس خطاب إن إدارة العمليات العسكرية لطالما وجهت وحداتها إلى «ضرورة ضبط النفس وحسن التعامل مع الآخرين» مضيفاً «ما زلنا حتى اللحظة ندعو إلى ذلك، فالمصالح العليا مقدمة على كل شيء».

وخرج مئات الآلاف من السوريين، الجمعة، في تظاهرات في عموم مناطق سيطرة الحكومة السورية الجديدة، تأييداً لقوات وزارة الدفاع والأمن العام. وشهدت العاصمة دمشق ومدن ريفها تظاهرات حاشدة شارك بها الآلاف، إضافة إلى تظاهرات في محافظة درعا والقنيطرة وحمص وحماة وحلب والرقة ودير الزور، فضلاً عن المناطق الواقعة في الشمال السوري. ودعا المتظاهرون قوات الجيش والأمن العام للقضاء على المجموعات المسلحة التي قتلت عناصر الأمن العام والمدنيين، وهم مطلوبون للمحاكم باعتبارهم من مجرمي قوات النظام السابق.

الى ذلك، أعرب المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن أمس الجمعة عن قلقه إزاء الاشتباكات الدامية.

وأكد بيدرسن أن «التقارير المثيرة للقلق الشديد عن سقوط ضحايا من المدنيين» تستدعي «بشكل واضح ضرورة ضبط النفس من جانب جميع الأطراف والالتزام بالحماية التي يوفرها القانون الدولي للمدنيين».

وحذرت تركيا من أي «استفزاز يهدد السلام» عقب اندلاع الاشتباكات.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كيتشيلي إن «التوترات في اللاذقية ومحيطها واستهداف قوات الأمن قد يقوّض الجهود الهادفة الى قيادة سوريا نحو الوحدة والأخوّة».

وحذر من أن «مثل هذه الاستفزازات يمكن أن تصبح تهديداً للسلام في سوريا والمنطقة».

بدورها، دعت روسيا الى «التهدئة» ووضع حد ل«سفك الدماء» في سوريا.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا «ندعو القادة السوريين القادرين على التأثير في تطور الوضع ميدانياً الى بذل أقصى جهودهم من أجل وضع حدّ لسفك الدماء في أسرع وقت ممكن».

وقالت وزارة الخارجية الأردنية أمس الجمعة في بيان لها إن الأردن يدعم سوريا في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها ويرفض أي تدخل خارجي أو محاولات لدفع البلاد نحو الفوضى.

كاريكاتير