drawas

454x140 صوت واضح

محاولة تحجيم دور السلطنة .. هل يشعل حربا خليجية في اليمن؟

c66التحركات السعودية – الإماراتية عند حدود عمان على أشدها، والإمارات تواصل إحكام قبضتها على سقطرى، والسعودية تعزز توغلها في المهرة.

هاتان المحافظتان لم تكونا يوما في خارطة الصراع المستمرة منذ 4 سنوات في اليمن، ولم تشهدا مواجهات ضد أو مع التحالف، وحتى لم تشكلا تأثيراً استراتيجيا في الحرب التي شنها التحالف في 2015 لاستعادة الشرعية، لكنهما ومنذ العام 2017، تحديدا مع بدء الضغوط الدولية لوقف الحرب، باتتا محور اهتمام التحالف الذي تراجع حضوره شمالا بفعل الهزائم والحسابات المرتبطة بدوافع ذات أبعاد جيوسياسية.

قد يبدو للوهلة الأولى بأن التحالف يحاول ترويض الأهالي الذين تربطهم علاقات جيدة بسلطنة عمان، والمناهضين لوجوده حاليا، على القبول بمشاريع استثمارية كمد أنابيب للنفط السعودي عبر أراضي المهرة إلى بحر العرب أو تحويل سقطرى إلى منتجع سياحي كما تحاول الإمارات تصوير ذلك، لكن الهدف أعمق من ذلك، وفقاً لما ذكرته صحيفة "ذا ناشيونال انترست" الدولية.

تقول الصحيفة في تقرير استقصائي أعده أحد كتابها إن الإمارات التي حاولت الإطاحة بنظام الحكم في السلطنة على مدى السنوات الماضية، ودعمت شراء عقارات على طول المناطق الحدودية لعمان، تستعين بالسعودية لتحجيم نفوذ السلطنة المعروفة بالسياسات المتوازنة في المنطقة انطلاقا من سقطرى والمهرة، الواقعتان عند الطرف الآخر لعُمان.

فعلياً، بسيطرة السعودية والإمارات على المهرة وسقطرى يكونان قد أطبقا الحصار على السلطنة التي تربطها حدود مشتركة مع السعودية والإمارات، ولم يتبقى للإمارات سوى فبركة خطة الانقضاض الأخير.

تتوقع الصحيفة نشوب حرب بين التحالف وعمان، وتشير في هذا الصدد إلى أن تحضيرات السلطنة لما بعد قابوس قد يزيد من المخاطر والتوترات بين الأطراف الخليجية والذي من شأنه تفجير أعمال قتالية.

واقعياً، يخوض التحالف وعمان حرباً لاتزال استخباراتية.

ففي المهرة، يعزز الهلال الأحمر العماني نشاطه في استقطاب القبائل بموازاة النشاط السعودي والإماراتي.

واللعب بالأوراق المحلية في ذروته؛ فالسعودية والإمارات تدفعان بالمحافظ راجح باكريت للواجهة، والأخير يقود المحافظة حاليا نحو مواجهة شاملة مع الثوار الذين يحمل بعضهم الجنسية العمانية.

الإمارات، رغم محاولتها تحاشي التوتر مع عمان، تحضر لعقد أكبر تكتل قبلي في هذه المحافظة.

وفي سقطرى حيث نشرت الإمارات الحزام الأمني غصباً عن إرادة السلطة المحلية التي أعلن محافظها رفضه لتلك القوات، تلوح عمان بورقته القبلية، وقد تداول ناشطون مؤخرا مقطع فيديو للشيخ عيسى بن سالم السقطري، العائد لتوه من مسقط، يتوعد بقتال القوات الإماراتية.

كل المؤشرات على الأرض تؤكد بأن اليمن لم تكن سوى ساحة صراع بالوكالة بين الأطراف الخليجية.

التحالف الذي استعان بمقاتلين من 21 دولة بذريعة إعادة الشرعية وعندما تمكن من السيطرة طردها مجددا.

سلطنة عمان التي تحتفظ بعلاقات قوية مع أطراف يمنية عدة وتربطها علاقات تاريخية مع إيران وتحاول السير عبر ركب السعودية والإمارات سواء برفض الانخراط في تحالفهما ضد اليمن أو حتى مجاراة إيران بموعد الصيام.

كاريكاتير