44 ألف ساعة حرب!!

خمس سنوات من الدماء النازفة والأرواح الدافقة من خيرة أبناء اليمن.

خمس سنوات من الإصابات البليغة والإعاقات المزمنة والجراحات العصية على الإندمال.

خمس سنوات من الأخبار الكئيبة والأنباء غير السارة الباعثة على الندب والعويل وإطلاق زغاريد الحزن ورصاصات الفرح.

خمس سنوات من صالات العزاء وقاعات النحيب ومساحات المقابر الجماعية الآخذة في الاتساع.

خمس سنوات من انتظار الموت جوعاً أو قتلاً؛ إما بطلقة طائشة أو بغارة جوية أو بالكوليرا أو بـ كورونا!

خمس سنوات من الهروب الاختياري والتهريب الإجباري.. من التوقف القاتل والحركة المميتة.. من النجاح الفاشل والفشل الناجح..

خمس سنوات من الأزمات المتتالية والمآسي المستمرة والكوارث التترى.. والأوبئة المستعصية.

خمس سنوات من الضحك على أنفسنا وحلفائنا والبكاء على ذواتنا وذوينا..

خمس سنوات من صراخ الشعب وصرخات الحوثيين واصطراخ الشرعية.

خمس سنوات من تدمير البنية التحتية (المتواضعة) وقصف المنشآت العامة والمباني الحكومية والمصانع والطرقات والجسور والأسواق الشعبية.

خمس سنوات من إحكام الحصار على الشعب وتهريب الأسلحة للجماعات والتشكيلات المسلحة.

خمس سنوات من حرية المنع وديمقراطية التكميم وفريضة الصمت ومناسك السكوت ورهاب الحرف وفوبيا الكلمة.

خمس سنوات من التعيينات المناطقية والطائفية وقرارات جمهورية العائلة.

نصف عقد من الشتات اليمني والإنقسام السياسي والتجزئة الاقتصادية والتفرقة المناطقية والتشرذم الطائفي وتفكيك النسيج المجتمعي.

ستون شهرا من الغارات والمعارك والمواجهات والاشتباكات والاقتحامات والزحوفات والكمائن والانتصارات الوهمية والهزائم الهلامية..

1825 يوما من الاقتتال والاعتقال والنزوح الداخلي واللجوء الخارجي.

43800 ساعة من ممارسة وباء الكراهية وأدواء التكفير والتخوين والتحريض الطائفي والمذهبي والمناطقي. وانتهاج مسلك العمالة والارتزاق من قبل جميع الأطراف بلا استثناء.