المُجلجَلْ .. المُجَلجِلْ

محمد ناصر .. هو الحكاية التي لم يفصح بها أحد من قبل، هو ذلك الصحن الذي اعتلى القمة دون سقوط .

بيده اليسرى وسيلة وباليمنى حلم جميل يسعى لتحقيقه.

تصغر الآمال أمام همة الصغار .. فتبارك الشمس تلك الخيالات البريئة لتعلن انتفاضة الشروق على مستقبل واعد بالجمال .

أجمل ما في حكاية هذه الصورة التي هزت وجدان العالم الإفتراضي ، أنها أفصحت عن أناسٍ يحملون مشاعر حقيقية في الفضاء المتشابك كتشابك السكر بين السمسم .

محمد ناصر .. حكاية طفلٍ يشبه معظم أطفال اليمن الرجال ، وأقولها بملء الفم كونهم يحملون من الصفات الرجولية التي تخلى عنها كثير في هذا الزمن الذي أقعد وأعجز وقهر الرجال .

محمد نموذج للكفاح والحلم معاً ، يبيع ليدرس .. يقطع ليكتب ، حمل السكين ليحمل ذات فرصة قلم .

قال لي والده الممتلئ بعزة النفس عندما هاتفته: لا تظنوا أننا ننتظر مساعدة أو رحمة من أحد ، وبلهجته الدارجة ( في بطونها ما يغطي عيوبها ) ، وكأنه أراد القول أن اليمني يترنح ولا يسقط.

محمد .. حكاية الزّمان الأصعب والطفل الذي غيرّ معادلة المكان .. نقَّبَ عن المال حين نام الكثير ينتظر المُرتب.

فلسفته في بيع المجلجل عميقةٌ كعمق جذوره الحضارية وكأنه يهمس في أذن العباسي الذي التقط الصورة : ( سيقطعون جغرافيتنا قطعةً قطعةً ، لكننا سنتمسك بالحياة لنجعل من كل قطعة ، حلوى نتسلى بها عند أوجاعنا وجوعنا ) .

لهذا ولكل ما قيل وسيقال ، قامت مدارس القيم الأهلية - فرع حزيز بتقديم مقعد دراسي مجاني وتكريم بسيط لا يليق بحجم الصورة والمصور الإنسان عبد المغني العباسي في مشهد أجمل ما يقال عن وصفه أنه محمد ناصر ، وكفى.