drawas

454x140 صوت واضح

باسندوة.. آخر رفقاء الحمدي الطيبين

basenwahلا أعتقد أن ثمة شخصية سياسية يمنية تحظى باحترام وتقدير من مختلف الأطياف السياسية والمجتمعية مثل الأستاذ المناضل محمد سالم باسندوة الذي مازال يتربع في قلوب الكثير من اليمنيين بشتى انتماءاتهم السياسية والجغرافية وفي الوقت الذي يصعب فيه أن ينال قائد حزبي رضا جميع أعضاء حزبه أيا كان هذا الحزب، فيما باسندوة اليوم يزداد محبة واحتراما وإنصافا من الجميع.

وهذا يعود إلى عدة سمات يتصف بها باسندوة وأهمها:

-  أن باسندوة رجل صادق ويحترم نفسه، وبالتالي يفرض احترامه على الآخرين بما فيهم خصومه الذين لا يملكون في النهاية سوى الاعتراف بأفضليته والاعتذار لفضيلته. (كلمة فضيلته من باب الضرورة الكتابية)

- أنه شخص نزيه ونظيف اليد والبطن ويربأ بنفسه عن ممارسة الفساد المالي.

- يتمتع باسندوة بكفاءة قيادية وخبرة إدارية طويلة منذ الستينات وحتى اليوم.

- يمتلك رصيدا نضاليا وسياسيا وعلميا وثقافيا قلما تجد له نظير في الوسط السياسي اليمني يجمع بين السياسة والثقافة.

- اشتهر باسندوة بحب الوطن إلى درجة الهيام والتماهي ولا يكاد يذكر الوطن إلا وتتأجج انفعالاته العاطفية وتنهمر دموعه أكثر من انهمارها على موت أقربائه.

- نأى بنفسه عن الصراعات المسلحة الداخلية والمواجهات الدينية والجهوية والطائفية.

- يتمتع باستقلالية في تفكيره وقناعاته وقراراته وأقرب دليل على ذلك موقفه الشجاع تجاه ما يحدث حاليا في اليمن فهو ليس مع الانقلاب الداخلي وفي ذات الوقت ليس مع الحرب الخارجية على اليمن. وليس من السهل أن يرفض الإنسان الحرب ضد من انقلبوا عليه.

- لديه قدرة فائقة في ضبط علاقاته السياسية مع مختلف الأطراف المتباينة، فهو قريب من المؤتمر ومقرب من الإصلاح وأقرب للاشتراكي وناصح للحراك والحوثي، بل كان راعيا لعدة لقاءات مصالحة بين حزب الإصلاح وحركة أنصار الله. ويكاد ينطبق عليه القول بأنه يميني في يساريته ويساري في يمينيته ومعتدل في تطرفه ومتطرف في اعتداله.   

- يتسلح باسندوة بمنظومة قيمية عالية فهو لا يعرف العدوانية والكراهية والحقد والانتقام. فهو لا يعادي أحدا ولا يستطيع أحدا أن يعاديه مهما بلغت الخصومة. ولذلك يختلف الناس معه لكنهم لا يختلفون عليه.

إنه يتعامل مع الجميع بنوايا حسنة لو وزعت على ساسة اليمن لكفتهم.

- شجاع في قول الحقيقة.. جبان في سفك الدماء.. ضعيف أمام المحتاجين والمعوزين.

ويكفي باسندوة أن يديه لم تتلوث بدماء اليمنيين ولا بأموالهم

 إنه آخر بقايا رفقاء الحمدي الطيبين.

كاريكاتير