دعوة للتفاؤل

رجاءً تفاءلوا بالعام الجديد ولو بالغصب!! وحتى لو كانت جميع الآفاق مسدودة ولا يوجد أي بصيص ضوء.. تفاءلوا ولو بالعافية, وأنتم تشاهدون كل يوم سقوط المزيد من الضحايا.. تفاءلوا ولو بالصميل! وأنتم تسمعون أخبار الحروب تتراقص من منطقة إلى أخرى.... تفاءلوا حتى وإن كانت القاعدة مخترقة للرئاسة وللأجهزة الأمنية والعسكرية.. تفاءلوا ولو كذباً بمخرجات الحوار حتى إذا خرجت اليمن عن السيطرة.. تفاءلوا وأنتم تعيشون في الظلام والظلمات والمظالم الثورية والبقرية..

تفاءلوا حتى وإن كانت دماء الشهداء لم تجف بعد.. تفاءلوا رغم ما تعرّض له جرحى شباب الثورة من المعاناة والمرمطة.. تفاءلوا حتى وإن كان بعض شباب الثورة ما زالوا رهن الاعتقال وقيد المحاكمة (سهل ما يقع شيء)!!

تفاءلوا حتى وإن تزايدت مساحات الفقر والبطالة والأمية وسوء التغذية.. تفاءلوا وأنتم تستقبلون الآلاف من المغتربين المطرودين من السعودية..

تفاءلوا وأنتم تقفون في مرمى السيارات المفخخة والدراجات القاتلة والعبوات الناسفة والطلقات الطائشة..

تفاءلوا وأنتم ترون تدمير المساجد وخراب البيوت في الشمال.. تفاءلوا وأنتم تتفرجون على ضرب وطرد وإهانة الباعة البسطاء في الجنوب.. تفاءلوا حين يداهمكم الموت في الشوارع وفي المعسكرات وفي المستشفيات وحتى في أماكن العزاء..

تفاءلوا حين تسمعون الرئيس يعتذر بكل خجل لأبناء خولان عن جريمة قتل وقعت عام 1972م بينما هو وبكل فخر يوافق للطائرات الأمريكية بدون طيار أن تضرب حيثما شاءت في اليمن ودون أدنى محاولة التفكير بالاعتذار!!  

تفاءلوا وأنتم تسمعون واحد قليل تربية مثل (صالح) وهو ينوي إعادة تربية (المسيَّسين) حقه! تفاءلوا وأنتم تبحلقون بذهول أمام أطفال المؤتمر وهم يتطاولون على أحد أبرز مؤسسي المؤتمر (الدكتور الإرياني)!!

تفاءلوا وأنتم تلاحظون أحزاب المشترك وهي مرتبكة ومتخبطة وخالية من أي مشروع أو رؤية, ولا يوجد أي قاسم مشترك بينهم سوى الفشل والفشل وحده فقط لا غير!!.. تفاءلوا وأنتم تصقلون أعينكم برؤية أرباب التقاسم والمحاصصة لجميع المناصب العامة..

تفاءلوا وأنتم تنظرون إلى المتحاورين في موفنبيك الذين عجزوا خلال عشرة أشهر عن صياغة وثيقة بأيديهم، وعندما صاغها لهم جمال بنعمر عجزوا أيضاً عن الموافقة عليها أو رفضها؛ فالذي وقّع عليها يهاجمها بشدة والذي لم يوقع عليها يشيد بمعظم بنودها (عجائب يا يمن والله عجائب)!!

ومع هذا نأمل أن تتفاءلوا وتتأقلموا مع وثيقة الأقاليم وسياسة التقليم.. تفاءلوا وأنتم تجلسون تحت ظلال الانفصال الموحّد ومظلة الفيدرالية المتعددة.. تفاءلوا وأنتم تعيشون تحت الوصاية الدولية!!

تف تف تف تفاءلوا رجاءً رغم كل هذه التفاهات السياسية والأفواه الحوارية والفوهات الحربية.. تفاءلوا وافتهنوا وفرفشوا وخلّوا في بطونكم بطيخة صيفي من حق (  )!

أمانة عليكم تفاءلوا وأنتم تقرؤون (اليقين) حتى لا يقولوا بأنها صحيفة متشائمة ومعرقلة للحوار ومحتوياتها تسدّ النفس وعناوينها ترفع الضغط والسكر وتُضعف الباءة!!

ختاماً إذا كنا غير متفائلين بمسؤولي النظام القديم الجديد، فعلينا أن نتفاءل برَوْح الله وعنايته ولطفه ورحمته..