في حوار افتراضي بين الرئيس السابق (صالح) والرئيس اللاسابق (هادي):
* هادي: أسقطنا الانقلاب والتمرد في عدن وأتمنى أن تستوعبوا الرسالة جيداً
* صالح: الحرب مش لصالحك، ولن تنفعك لجان أبين المرتبطة بالقاعدة
صالح: يا أخ عبدربه إسمعني جيداً، ما فيش داعي للتجنيد والتحشيد في الجنوب؛ لأن هذا يؤدي إلى انفجار حرب شاملة في البلاد.. وهذا مش لصالح أحد!
هادي: إحنا مش دعاة حرب، لكن إذا فُرضت علينا با نضطر لها، وعليك أن تعلم بأننا اليوم في عام 2015م وليس في 1994م؟
صالح: كيف يعني؟
هادي: في 94م كان جميع أبناء الشمال يقف إلى جانبك وكذلك أكثر من ثلثي أبناء الجنوب.. وكانت حيلك تنطلي على الكثير من القيادات السياسية والعسكرية، وكان أبناء الجنوب لا يزالون يتطلعون إلى مكاسب الوحدة، التي تحولت بعدها إلى أداة لنهب ثروات الجنوب وأراضيه وتاريخه ومستقبله وحتى هويته! ولهذا فإن جميع أبناء الجنوب ينظرون إلى المعركة اليوم بأنها معركة مصير ووجود وبقاء. ولهذا حققنا الانتصار وقضينا على تمرد السقاف في عدن، وأتمنى أن تتستوعبوا هذه الرسالة جيداً؛ لأن ما بعدها سيكون أشد.
صالح: سوف تثبت لك الأيام بأن حساباتك خاطئة، وعن قريب ستكتشف بأن تأثيراتي أقوى من تأثيراتك رغم فارق السلطة والجغرافيا والزمن، لأنني أتعامل مع كل شخص بما يناسبه، أما أنت فتتعامل مع أقرب الناس إليك بالشك والريبة والاتهامات الباطلة كما حدث مؤخراً مع قائد حراستك الذي قمت بتغييره ثم اضطريت لإعادته بعد انشقاقات الجنود، وأنا متأكد بأنك سوف تتهم الميسري وابن حبتور والصبيحي والمجيدي وقاسم عسكر وغيرهم من أعضاء فريقك بأنهم يعملون مع علي عبدالله صالح، والأيام بيننا!
هادي: ذلحين ايش تشتي تقول بالضبط؟
صالح: أشتي أقول لك تقنع من السلطة، وما فيش داعي للعناد والمكابرة وإقحام الجنوب بحروب عبثية!
هادي: إذا كنت أنت ما قنعت من السلطة بعد 33 سنة، فكيف أقنع أنا بثلاث سنوات؟!
صالح: أنا قانع من السلطة، وإنما فقط أردت تأديب بعض المسيّسين وإعادة تربيتهم وهيكلتهم؛ لأنهم كانوا يظنوا بأنهم انتصروا وهزموني!
هادي: وهل أنا من بين هؤلاء؟
صالح: نعم، بالتأكيد.
هادي: أنا أنقذتك من مأزق ووافقت على استلام السلطة منك، وتحملت كل المخاطر من أجل الوطن!
صالح: هذا صحيح بأنني سلمت لك السلطة طواعية، لكن بعدما طلعت الكرسي قلبت اسمك صلاح وبدأت في مواجهة حزبك ورئيسك السابق.
هادي: أيش فعلت بك؟ لم ألتحق بالثورة المطالبة بترحيلك، ولم أسعَ لقتلك في النهدين، ولم أبلّغ عن ثروتك، وليس بيننا حرب سابقة أو ثأرات.
صالح: أنت من طلب من مجلس الأمن معاقبتي، وأنت من أمر صخر الوجيه بالاستيلاء على أموال المؤتمر في البنك المركزي، وأنت من قمت بتحريض بعض قيادات المؤتمر لإبعادي من رئاسة الحزب لتكون بدلاً عني، وأنت من أمر باقتحام قناة اليمن اليوم ونهب أجهزتها، وكذلك محاصرة جامع الصالح، وغيرها من القضايا.
هادي: أنت تذكر الأخطاء الإدارية الفردية، ولم تذكر الإيجابيات.
صالح: مثل أيش؟
هادي: هل نسيت بأنني وقفت بجانبك عقب حادثة جامع النهدين، وأنا من اتصل بالملك عبدالله وطلبت منه طائرة خاصة لنقلك إلى الرياض، وحين أشيع عن وفاتك وطلبت مني معظم الأحزاب أن أستغل الفرصة وأصبح رئيساً بدلاً عنك لكني رفضت ذلك وفاء لك..
صالح: شكراً لوفائك.
هادي: وهل من الشكر أن تتوعدني بالهزيمة بين أرضي وناسي، وتهددني بالطرد من عدن إلى جيبوتي!
وهل من الشكر أن تحاول اغتيالي باستخدام عناصر محسوبة على القاعدة سواء في العرضي أو في شارع الستين، وحتى في عدن!
وهل من الشكر أن تتحالف مع مليشيا الحوثي ضد مؤسسات الدولة؟!
صالح: ولنفترض بأنني متحالف مع الحوثي من أجل مصلحتي والقضاء على خصومي وهذا طبيعي، لكن أين كان دورك وأنت رئيس جمهورية والمسؤول الأول في البلد؟ لماذا سمحت بذلك؟ بل ساهمت في تسهيل دور المليشيات في القضاء على الجيش ولم تصدر أي توجيهات بمقاومة الجيش؟
هادي: أنا أصدرت الكثير من التوجيهات لكن لم يتم تنفيذها بسبب ولائهم لك.
صالح: وليش ما تعلن تلك التوجيهات أمام الرأي العام؟
هادي: أيش أقل لهم؟ هل أقول بأن هؤلاء القادة لم ينفذوا توجيهاتي؟.. يعني أفضح نفسي أمام الجميع!!
صالح: أن تفضح نفسك أفضل من أن يفضحك الحوثي بنشر مكالماتك مع أحمد بن مبارك.. وبالمناسبة أنت أعجبتني بفضح الدكتور ياسين وكلامه السيء عن تعز!
هادي: أبناء تعز يعرفون جيداً من هو الذي أساء لهم؟ ومن الذي أحرق شبابهم داخل الخيام في ساحة الحرية؟ ومن هو الذي يعاني من عُقدة تعز منذ أكثر من ثلاثة عقود.
أما بالنسبة لتسريب المكالمات فأنا أعرف أنك تقف وراءها، وأنك كنت تتجسس على المكالمات، وأنك كلفت أحد التجار بأن يهدي بن مبارك تلفون حديث يسجل المكالمات آلياً، ورغم ذلك لن تفيدك مثل هذه الوسائل الخبيثة، وفعلاً صدق العطاس عندما وصفك بالخبيث والدجال!
صالح: هذه مجرد خزعبلات وخرافات.. لأن الجميع يعرف أنك أنت من كنت تتجسس على مكالماتي وكنت بعد دقائق تتصل لكل من أتصل به لتخبره بأنك استمعت للمكالمة وبأنك تعرف كل شيء، ونسيت بأن هناك أجهزة تجسس أحدث وأفضل من الأجهزة اللي معك!
هادي: وأنا عارف من أين أخذتم هذه الأجهزة، ومنهم القادة والضباط الذين عملوا معكم وبالأسماء.
صالح: الفضل الكبير يعود لك بالمقام الأول.
هادي: كيف؟
صالح: أنت قمت بتغيير قادة عسكريين وأمنيين لأنهم موالين لي، وأتيت بقادة جدد، وهؤلاء القادة قاموا بتغيير قادة كتائب بذريعة أنهم موالين لي.. وهؤلاء الضباط الذين تعرضوا للإقصاء أصبحوا أكثر ولاء لنا وتواصلوا معنا بأنفسهم رغم أن الكثير منهم لم يكن لنا علاقة بهم، ولكن أساليبكم الإقصائية كانت تصبّ لصالحنا من على قدرٍ يا هادي!!
وحتى على الصعيد السياسي، فأنت تخلصت من السياسيين الداعمين لك، وأنا تمسكت بمن وقف معي، بل تواصلت بمن تركوني في 2011م!
هادي: أنت سعيت للتخلص من الجيش والدولة بأكملها، وتمسكت بالحوثي ومليشياته التي لن تنفعك في نهاية المطاف!
صالح: وأنت لن تنفعك مليشيات أبين (اللجان الشعبية).
هادي: أولاً يقول المثل الشعبي "ما تكسر الحجر إلا أختها" ولولا اللجان الشعبية لنجح انقلابكم الخميس في عدن.. ثانياً هؤلاء ليسوا مليشيات وإنما مواطنون يمنيون تم تجنيدهم بشكل قانوني وبإشراف وزارة الدفاع أيام محمد ناصر أحمد.
صالح: هذه مغالطة مفضوحة، بل هي لجان شعبية تستلم مرتباتها من دولة خارجية حتى أنها لا ترتدي الزيّ العسكري.
هادي: يعني أنت الآن تعتبر المملكة العربية السعودية دولة خارجية، رغم أنها تكفّلت بمرتبات أكثر من ألفين شخص باعتبار أنهم أفراد حراستك!
صالح: لا تحاول تحرش بيني أنا والسعودية، فأنا لم أنتقد السعودية وإنما أنتقد الدعم السعودي لما تسمى باللجان الشعبية التي هي فصيل من تنظيم القاعدة ولدينا كافة الأدلة على ذلك!
هادي: الجميع يعرف من يدعم القاعدة ومن يتواطأ معها ومن يقوم بالتنسيق معها لتحقيق أجنداته السياسية، ابتداء بالمدمرة الأمريكية "يو إس غس كول" وليس انتهاء باختطاف القنصل السعودي "الخالدي"!
صالح: بالنسبة للمدمرة الأمريكية "كول" إسأل عنها اللواء علي محسن الحاج، وسأكتب عنها في مذكراتي القادمة. أما بالنسبة لاختطاف القنصل السعودي "الخالدي" فليس المسؤول بأعلم من السائل، بدليل أنك توسطت عبر الشيخ العولقي لدى القاعدة، وجابوا الخليدي إلى عندك، وقمت بتسليمه للوفد السعودي الذي جاء إلى عدن بشأن ذلك.
هادي: هذا الكلام تضحك به على واحد غيري، أما أنا فـ"عارف البير وغطاه" وداري من أين خرجت القاعدة في اليمن، ومن هو معلمهم الأول وكبيرهم الذي كان يعلمهم السحر!
صالح: أنا لا أنكر بأنني تعاملت مع القاعدة، وكنت الرئيس الأول الذي انتهج سياسة الحوار مع عناصر القاعدة وأقنعناهم بالصواب، وجعلنا منهم مواطنين صالحين في المجتمع، وكان هذا بهدف المصلحة الوطنية.
يعني أنا تعاملت بذكاء مع الجميع سواء أمريكا أو القاعدة أو الأحزاب أو القبائل أو غير ذلك، وكنت أقوم بإدارة البلاد لوحدي وعبر الهاتف لمدة 33 سنة "قابلة للزيادة".. وأنتم عجزتم عن إدارتها لثلاث سنوات مع أن المجتمع المحلي والدولي يقف معكم ويدعمكم ويساندكم.
هادي: لأن المخرب الواحد غلب ألف عمّار.
صالح: والعكس صحيح: "أنا وعمّار ابن أخي غلبنا ألف مخرّب"!.. لا تصدّق، أنا أمزح معك. والحقيقة أن المشكلة ليست في المخربين فقط وإنما المشكلة الحقيقية هي في التعامل الخاطئ مع هؤلاء المخربين.. أنا تعاملت بنجاح مع كل المخربين ابتداء من مخرّبي الجبهة الوطنية وانتهاء بمخربي ما تسمى بالثورة الشبابية.. بينما أنت فشلت في التعامل مع حزبك ومع حلفاءك ومع جيشك ومع أبناء شعبك بمن فيهم أبناء الجنوب حتى اختلفت مع رئيسك الأسبق والأول علي ناصر محمد، وأيضاً محمد علي أحمد، وحتى قائد حراستك الذي قمت بتغييره الأسبوع الماضي ثم تراجعت بعد ساعات.. أيش هذا الجنان؟!
هادي: أيش دخلك فينا؟ إحنا أبناء الجنوب نسدّ مع بعضنا، ومهما اختلفنا فهذا لا يعني القبول باجتياح الجنوب مرة أخرى. أما أنا با أظل كعادتي أتعامل مع الجميع بصدق، وأكره الكذب والابتزاز والمجاملات..
صالح: لكن الرئاسة تشتي لها صدق وكذب ووفاء ولفّ ودوران وكرم وانتقام وتسامح وزنقلة وموغادة.. يعني خلطة مجنونة!!
هل تصدّقني إذا قلت لك بأنني على استعداد أن أتصالح مع علي محسن وحتى حميد الأحمر إذا لزم الأمر، رغم كل ما حدث بيننا!!
هادي: عندها سوف أردّد قول الله تعالى "وإذا الوحوش حشرت"!!
صالح: هل أزيدك من الشعر بيت؟
هادي: هيّا ما عاد باقي معك من هدرة!
صالح: أنت داري لو أعود رئيس جمهورية مرة ثانية عاد أعيّنك نائب رئيس؛ لأنه مكانك المناسب!
هادي: أنت داري.. أنا مش فاضي لك ذلحينه، عندي وفود من صنعاء، مع السلامة!!
صالح: مع السلامة.. الله يحسن خاتمتك!
المقالات الاقدم:
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
- بروفيسور مصري يحذر اليمنيين: تعاطي القات مع السيجارة يسبب الإصابة بسرطان الحنجرة والدماغ - 2023/11/25
- واتس آب يتيح ميزة تجنب الإزعاج في المحادثات الجماعية - 2020/10/02
- في جريمة غير مألوفة.. رجل يغتصب ابنة زوجته ذات السبعة أعوام في حيس بالحديدة - 2020/07/21
- تحذيرات رسمية من مواد مسرطنة في بعض الأدوية المباعة باليمن - 2019/09/24
- طفلة تقتل والدتها بطريقة مروعة وغير مقصودة - 2019/09/14
مقالات متفرقة:
المقالات الأكثر قراءة:
- منظمة الصحة العالمية : 10 آلاف قتيل و60 ألف جريح حصيلة حرب اليمن - 2018/12/10 - قرأ 127117 مرُة
- اليمن .. معركة جديدة بين قوات هادي والحراك الجنوبي في شبوة - 2019/01/09 - قرأ 26806 مرُة
- غريفيث لمجلس الأمن: هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق استوكهولم رغم الصعوبات - 2019/01/09 - قرأ 26098 مرُة
- تبادل عشرات الأسرى بين إحدى فصائل المقاومة اليمنية والحوثيين في تعز - 2016/06/01 - قرأ 20467 مرُة
- المغرب يكشف عن "تغير"مشاركته في التحالف - 2019/01/24 - قرأ 17775 مرُة