drawas

454x140 صوت واضح

لسان حال القاتل الخفيّ: أنا صانع الشهداء وسائقهم إلى الجنة!

almujremبداية أحييكم بتحية العنف والقتل والاغتيالات والتقطعات والاختطافات والانفلات الأمني المبارك!!

وأود أن أعترف أمام الجميع بأنني المسؤول الأول عن أحداث العنف الفائتة والمعاصرة والقادمة، وأمتلك قدرات وقوىً خارقة أقرب للسحرية منها إلى الواقعية! وكأنني بمفردي الحاكم الوحيد للبلد، وأمسك بكافة الخيوط في قبضتي، حتى أن البعض يظنون بأنني عفريت من الجن وكائن غير مرئي، بينما الكثير يعرفونني شخصياً؛ فأنا ظاهر للجميع بشحمي ولحمي، لكن الفرق بيني وبين الآخرين بأن الجميع يخشاني، وأنا لا أخشى أحداً من هؤلاء الجميع!!

تارة أُفجّر أبوها في أبين، ثم أمشي إلى شبوة وأقتحم معسكرات وأسيطر على مناطق، ثم أقفز إلى حضرموت وندّي لهم المقسوم، ثم أعود إلى عدن لتحصيل مبيعاتي من المخدرات، وبعده أتغدى (زربيان) وأشتري قات مريسي، لكن قبل التخزينة ضروري أتحرك إلى لحج من أجل التحلية قبل التخزينة، وأيضاً قد اسمي جيت إلى لحج لا بد أن أقوم بتنفيذ بعض العمليات، ثم انتقل للضالع وهي أفضل محافظة بالنسبة لي لأنني لا أتعب فيها كثيراً كونها محافظة ضليعة في أحداث العنف الذاتي.

أما عندما أكون في منطقة رداع فأنا أتقمّص دور القبيلي (القُح) الذي تقوده تقاليده إلى الوفاء مع من يعرفه أو تربطه به علاقة مصاهرة أو يستجير به، سواء كان من تنظيم القاعدة أو أصحاب سوابق، فالقبيلي عندما يقول كلمة يتمسك بها ويكون عند مستواها مهما بلغت التضحيات!!

المهم، أثناء عودتي إلى صنعاء لا أنسى أن أقوم ببعض أعمال العنف الخفيفة على الطريق في محافظة إب أو في ذمار..

يعني أنا أمتلك مواهب متعددة؛ لدي ماجستير في إدارة وافتعال الأزمات ومعي دكتوراة في خلط الأوراق! فأحياناً أقتل جنوبي وأحياناً شمالي، وتارة أقرر أن يكون ضحيتي قائداً عسكرياً وتارة يكون شخصية مدنية.. وبالرغم من أن أهدافي واضحة ومحددة بالنسبة لي، ولكن أحياناً أستهدف شخصيات بسيطة جداً (لا تهشّ ولا تنشّ) ولا يترتب على اغتيالها أية فائدة سوى خلط الأوراق، ولهذا قد يتنوع ضحاياي ما بين حوثي وسلفي واشتراكي وإصلاحي ومؤتمري..

غالباً أمارس هوايتي في أوساط اليمنيين، وعندما أشعر بالملل والسأم أتجه نحو الأجانب القاطنين في اليمن: روسيين وألمان ونرويج وغيرهم!!

أحياناً أرتدي عباءة القاعدة، وهذا عندما أكون في الجنوب أو في رداع أو صنعاء، وأحياناً ألبس قفازات الحوثي، وأحياناً عمامة السلفيين أو المشائخ، وأحياناً أستعير بصمات المخابرات الدولية!!

وهكذا أتحكم بالعباد والبلاد، وكأنني أتناول وجبة غذائية متنوعة -قولوا ما شاء الله! شوية أمضغ لحم، وشوية آكل سمك، وشوية بيتزا/ ملوخية/ سلتة/ سحاوق... إلخ.

ههههه، والله أحيانا أجلس مع نفسي وأقوم بعملية جرد لعملياتي التي نفذتها، وأتذكر كيف كنت ألعب أتاري بلاستيشن، فكنت أنتقل من لعبة القتل والقنص إلى لعبة الاختطاف ثم لعبة ضرب الكهرباء إلى لعبة تفجير أنابيب النفط إلى لعبة التقطع للقاطرات إلى لعبة المصارعة والمضاربة والمحارشة!!

أحياناً أنهمك في قنص العسكر، وأحياناُ أنشغل بقصقصة رؤوس الساسة وأحياناً ألتفت باتجاه رجال الأعمال وأشبعهم نهباً واختطاف، وإذا (عصلج) أي واحد منهم أقتله مباشرة..

قد أستخدم عبوة ناسفة، أو متفجرات أو ألغاماً أو رصاص حي، حسب المزاج ونوع التخزينة!!

يوم أحضر بسيارة شبح، ويوم فوق فيتارا لممارسة الاختطاف.. ويوم أركب دراجة نارية، وقد آتي غداً بسيكل وربما (زُحليقة) خاصة بعد المنع المؤقت للدراجات النارية مؤخراً!

وطبعاً أنا خبير في شؤون العصابات ومحترف في قيادة المليشيات، وأعرف جيداً القانون، وأدرك كافة المداخل والمخارج، بدليل أنني كل مرة يتم إلقاء القبض على بعض أتباعي وأفرادي، بينما أنا أخرج منها مثلما تخرج الشعرة من العجين!!

يعني أنا منظومة قتل وخراب، لا تصدّني قوة ولا يمنعني وازع أو يحكمني قانون!

وقد تستغربون إذا قلت لكم بأن الجميع يعرفونني وخصوصاً كبار رجالات الدولة، كرئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة أو بعض الأجهزة الرسمية، لكن أتحدى أي واحد يتكلم عني بشكل مباشر وواضح وأمام الملأ.. جميعهم يدعمموا ويعملوا أنفسهم (عميان) وكأنهم ما شافوني ولا رأوني!!

طبعاً، لأنهم يعرفون عواقب اللعب معي، أنا ما فيش عندي (يا اماه ارحميني).. وأيضاً هناك كثير من الأطراف مستفيدة من العنف الذي أمارسه، سواء من باب تقاطع الأهداف أو تقاسم النتائج!

القاسم المشترك بيني وبين مختلف الأطراف أننا جميعاَ ندين ونستنكر كل عملية عنف، بل وننفي علاقاتنا بها، من منطلق "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"، ولهذا فإن اعترافي هنا ليس ندماً أو توبة، وإنما هو دليل على الصراحة والشفافيةههههه!!

أعرف أن البعض ممن يقرؤون اعترافاتي هذه سوف يصبّون جام غضبهم تجاهي، وقد يمارسون ضدي نوع من العنف اللفظي –لا سمح الله- لكنني أقول للجميع: صحيح أنني مجرم وقاتل، ولكن لست المسؤول الوحيد عن أعمالي، بل الجميع يتحمل جزء من هذه المسؤولية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.. الرئيس مسؤول ورئيس الحكومة مسؤول، ووزير الداخلية مسؤول ووزير الدفاع مسؤول، وبقية أعضاء الحكومة وأعضاء البرلمان وأعضاء مؤتمر الحوار وقيادات الأحزاب جميعهم مسؤولون، حتى المواطن مسؤول بسبب صمته وسكوته وتصفيقه ورضوخه للأقوياء من أمثالي!!

   ختاماً/ أرجو من الجميع أن لا ينظروا لي بعين الريبة والكراهية، وإنما أدعوكم إلى النظر نحو الجانب الإيجابي مما أقوم به؛ لأنه كما يقال "لكل شيء سلبيات وإيجابيات" فمن إيجابياتي أنني منحت جميع ضحاياي لقب "شهيد" فأنا صانع الشهداء وسائقهم إلى الجنة، التي قد لا أدخلها أو أشم رائحتها، لكنني لن أيأس من جزاء الله، لأنه كما يقال "بشّر القاتل بالقتل" فأنا أتوقع أن أموت مقتولاً وقد أُدعى شهيداً..

"مزيداً من التفاصيل في مذكراتي القادمة التي ستصدر قريباً عقب رحيلي"

كاريكاتير