drawas

454x140

لا بذخ في عرس ابني

عبدالملك المخلافيأنا المواطن اليمني عبدالملك عبدالجليل المخلافي أعمل في هذه الفترة موظفا في الدولة بوظيفة يعتقد البعض أنها كبيرة، (نائب لرئيس الوزراء ووزير) .. واعتبرها مجرد خدمة لوطني في ظرف صعب وواجب نضالي.. ليس علي أن أتخلى عنه مهما كانت التضحيات وأين كان الثمن، فقد فقدت منزلي وسياراتي وكذلك حصل لأولادي وكل ما أملك في وطني بسبب مواقفي ووظيفتي هذه.

أردت كمواطن وكأي إنسان أن أقوم بواجبي تجاه أحد أولادي بتزويجه وعمل عرس له بعد أن أخرته لمدة تزيد عن عامين.. ولدي يبلغ الآن الثامنة والعشرين من عمره.

واضطررت بسبب الأوضاع في بلادي والظروف الأمنية ونزوح أسرتي كعشرات وربما مئات الآلاف من اليمنيين أن أقيم العرس في القاهرة حيث تقيم أسرتي، وفوجئت بحملة واسعة من الأكاذيب والافتراءات والفٌجر في الحديث عن هذا العرس وعن البذخ وو...الخ.

لعل بعضكم تابع ما كتب ومقدار الافتراء والكذب والتنوع في الأكاذيب، ولا أريد أن آخذ وقتكم في إعادة كلام كاذب بعضه يثير الشفقة والضحك على من كتبه والسخرية منه أكثر مما يثير الغضب.

بالنسبة لي كشخص يعمل في العمل العام منذ أزيد من أربعين عاما ولو لم أشغل منصب رسمي، وسخرت أجهزة النظام بل أنظمة متعددة في ترويج الإشاعة عني والتشويه لي لأني قضيت معظم هذه العقود معارضا.. تعودت على الحملات ضدي كهذه وأكثر.. لا جديد بالنسبة لي يدفع للاهتمام أو (( الزعل )) .. و تعودت عدم الرد على هكذا حملات، إنما الجديد الذي يدفعني لكتابة هذه الأسطر أن الحملة لم تقتصر على ترديد افتراءاتها وأكاذيبها أصحاب الانقلاب والحوافيش والعفافيش ويتامى الأمن القومي والسياسي وبقايا الأمن الوطني الذين طالما شاركوا في بث الشائعات عني منذ الثمانينيات، وإنما تورط فيها أشخاص أثق بحسن نيتهم وهو أمر أحزنني ومصدر الحزن ..((وفِي ذكرى الثورة وبعد سنوات من إسقاط صالح )) .. إن أجهزة على صالح لازالت قادرة على أن تحرك الرأي العام وتثيره وتؤثر في آراء بعض من شباب ثاروا عليه، ويجعلهم يرددون ما يود أن يقومون به ولو بحسن نية فلا عزاء لمن لا حسن نية لديهم.

وتقديرا لحسني النية أقول ما يلي:

أولا: إن عرس ابني لم يكن باذخا ولا شبه باذخ، إنما عرس عادي جدا لم يكلف أكثر من ثمانية آلاف دولار بما فيها أجر قاعة الفندق وما قدم فيه، وحرصت أن يكون عدد الحضور محدودا، وبإمكان أي شخص أن يتواصل مع الفندق بالحصول على رقمه من النت ومعرفة الأسعار وكلفة الشخص الواحد لإجمالي 250 شخصا هم من دعوتهم وسيعرف مقدار الكذب والافتراء الذي مورس.

لقد كان الحفل لأي شخص متوسط الحال يفرح بولده ولو كان في اليمن لكلف أكثر من ذلك.

والذين نشروا صورا ! ماذا نشروا لعشرات من الأشخاص في قاعة ؟!

ماهو البذخ في هذه الصور؟!

ثم أين البذخ ليدلوا عليه؟!

وكونه في فندق لأنه لا يوجد في مصر إلا الفنادق لإقامة حفلات الأعراس، فلا قاعات أو دواوين، ومن لديه أي إثبات على غير ذلك يقدمه وأنا على استعداد لتحمل كافة المسؤولية.

ثانيا: الذين وقعوا في فخ إشاعات بقايا نظام صالح وعندما اكتشفوا الحقيقة لم يعتذروا أو يتراجعوا على الأقل، ولكنهم راحوا يتحدثون عن الحساسية، وعن التوقيت وعن الضمير وعن معاناة الناس... إلخ من الكلام الذي ليس في محله ولا يقال لمن هو مثلي.

ولا أدري ما هو الخطأ الذي جعلهم يشنون هذه الحملة علي شخصيا؟ ! لست أول شخص يزوج ابنه في هذه الظروف من اليمنيين ولا من المسؤولين ولا من ذوي المناصب أو الوظائف، بل أني أجلت هذا العرس لمدة عامين وفرحت بولدي كأي مواطن عادي.. وهو حق إنساني وقانوني وشرعي، بل وواجب. وإذا كان هناك قانون أو عرف أو أي شيء خالفته على استعداد للمحاسبة.

ثالثا: هي مناسبة لكي أؤكد مجددا.. ليس لدي ثروة أو مصانع أو شركات كما روج له أتباع الأجهزة السابقة. . ومن لديه دليل أقول أمام الجميع أني متنازل عنها علنا وأنا مسؤول عن كلامي.

أنا مواطن بلغت من العمر 57 سنة، لدي أعمالي العادية والطبيعية والمشروعة، التي عملت فيها على مدى العمر الذي مضى ولدي مواهبي وعلاقاتي وأسرتي ومجموعها صنعت لي حياة كريمة مستورة بالجد والكفاح والعمل والجهد والتفكير ليس إلا.

ولم أخالف قانونا أو شرعا، ولم استغل نفوذا أو آخذ حق أحد، بل حرصت طوال حياتي على أن لا أسيء بصورة شخصية ولو بكلمة لصغير أو لكبير.

وأخيرًا أنا مواطن نذر حياته لوطنه وشعبه وأمته تعرضت للسجن والمنفى أكثر من مرة ولمحاولة الاغتيال الجسدي والاغتيال المعنوي من خلال الإشاعات أكثر من مرة..

أؤكد أن كل هذه الحملات لن تفت في عضدي، ولن تردعني عن مواصلة ما أراه واجب لوطني وشعبي ومبادئي، وخاصة في هذه الظروف فأنا اعتبره كما قلت واجبا نضاليا قبل أن يكون متطلبات منصب أو وظيفة.. وسوف أواصل دوري مع غيري في إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وخدمة كل المواطنين اليمنيين بما أستطيع بغض النظر عن المسؤولية الوظيفية المباشرة.

يهمني باستمرار إرضاء الله وضميري ومبادئي.

وأثق أن هناك في شعبنا من يدركون الحقيقة لمن ينحاز لهم مهما كان التضليل.. وهم الأكثر وعيا من بعض المثقفين.. هؤلاء وحدهم من أثق بأنهم سوف ينصفوني، وهم الذين أعمل من أجلهم وأضع لهم حساب، وهم الذين علموني أنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح.

والله المستعان..

كاريكاتير