drawas

454x140 صوت واضح

'نصف تطبيع' دبلوماسي بين بريطانيا وإيران

 

خامنئي

 أعلنت وزارتا الخارجية في بريطانيا وايران استئناف التبادل الدبلوماسي المباشر بين البلدين على مستوى قائمين بالأعمال "غير مقيمين"، وذلك بعد عامين على تجميد هذا التبادل بين لندن وطهران اثر هجوم على السفارة البريطانية في طهران نهاية 2011.

يأتي ذلك، بينما قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاثنين إنه ستكون هناك ضغوط لتغليظ العقوبات على إيران إذا لم تتوصل لاتفاق مع القوى العالمية بخصوص برنامجها النووي، في إشارة إلى أن قرار التقارب الديبلوماسي النسبي بين البلدين يظل قابلا للمراجعة في اية لحظة.

وقالت الخارجية البريطانية في بيان انه "تم تعيين اجاي شارما قائما بريطانيا بالاعمال غير مقيم في ايران. شارما سيتسلم مهامه على الفور".

وبالتزامن مع الخطوة البريطانية، اعلنت ايران عن تدبير مماثل مع تعيينها محمد حسن حبيب الله زاده قائما بالأعمال "غير مقيم" في لندن.

وقال مراقبون إن تعيين الإيراني محمد حسن حبيب الله زاده والبريطاني اجاي شارما يمثل مرحلة في تطبيع العلاقات المباشرة بين البلدين.

وقال هيغ أمام البرلمان البريطاني "من الأهمية بمكان للسلطات الايرانية ان تتفهم انه سيكون هناك ضغط من اجل عقوبات اكبر وتشديد العقوبات ما لم يتم التوصل لاتفاق بشأن هذه المسائل".

وأضاف أنه في حال توصلت طهران إلى اتفاق مبدئي سترفع القوى العالمية بعض العقوبات التي فرضتها على طهران بأن تعرض عليها "تخفيفا محدودا ومتناسبا للعقوبات" مضيفا أنه يشعر بأن هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق.

وجاءت تصريحات هيغ بعد اقتراب إيران والقوى العالمية الست بما فيها بريطانيا من اتفاق مبدئي بخصوص برنامج طهران النووي في جنيف مطلع الأسبوع.

وقلل هيغ من شأن تقارير تشير إلى أن فرنسا حالت دون التوصل لاتفاق وقال إن القوى العالمية شكلت جبهة موحدة أمام إيران في نهاية المناقشات.

وأضاف أن بريطانيا تريد إبرام اتفاق مبدئي مع ايران كخطوة أولى نحو التوصل لاتفاق شامل بشأن برنامج طهران النووي.

واوضحت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية افخم في تصريحات اوردتها وكالة فارس ان حبيب الله زاده "سيتوجه قريبا الى لندن لمعاينة وضع المقار الدبلوماسية الايرانية وتحسين عمل القسم القنصلي في سفارتنا" الذي تم اغلاقه ردا على الهجوم على البعثة البريطانية في ايران في تشرين الثاني/نوفمبر 2011.

وتم الاعلان عن قرار البلدين تبادل قائمين بالاعمال في 8 تشرين الاول/اكتوبر.

واعلن القائم بالأعمال البريطاني الجديد عزمه زيارة ايران "في وقت لاحق خلال الشهر الجاري".

وقال شارما "انا سعيد بتسلمي مهامي في هذه المرحلة المهمة في علاقات بريطانيا مع ايران"، مضيفا "اتشوق لاستئناف الاتصال المباشر بين بريطانيا والحكومة الايرانية والمجتمع" في ايران.

واوضحت الخارجية البريطانية ان اجاي شارما الذي يرأس حاليا قسم ايران في الوزارة، كان الرجل الثاني في السفارة البريطانية في طهران بين حزيران/يونيو 2007 وكانون الاول/ديسمبر 2008. ثم شغل هذا المنصب لاحقا في باريس.

وقالت الخارجية البريطانية في بيان "تعيين شارما سيسمح لبريطانيا باجراء محادثات اكثر انتظاما وتفصيلا مع ايران حول سلسلة مسائل بما في ذلك الشروط اللازمة لإعادة فتح سفارتينا".

واغلقت بريطانيا سفارتها في طهران اثر الهجوم الذي تعرضت له في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 من جانب المئات من عناصر الباسيج (ميليشيا اسلامية) اثر الاعلان عن عقوبات بريطانية جديدة بحق طهران بسبب البرنامج النووي الايراني.

كذلك اغلقت ايران سفارتها في لندن. الا ان البلدين لم يعلنا رسميا قطع علاقاتهما الدبلوماسية.

وتولت سلطنة عمان خلال هذه الفترة تمثيل المصالح الايرانية في بريطانيا، اما السويد فمثلت مصالح بريطانيا في ايران.

وكان قرار البلدين تبادل قائمين بالأعمال اعلن في الثامن من تشرين الاول/اكتوبر.

وقرر البلدان الاقدام على هذه الخطوة في ايلول/سبتمبر خلال لقاء بين وزيري الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والبريطاني وليام هيغ في نيويورك على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وبريطانيا هي مع الصين والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والمانيا ضمن مجموعة 5+1 التي تتفاوض مع ايران بشان برنامجها النووي.

ويأتي هذا التطور غداة انتهاء ثلاثة ايام من المفاوضات المكثفة في جنيف بين ايران والقوى الكبرى لم تفض الى اتفاق بشأن البرنامج النووي لطهران على رغم تحقيق تقدم في المحادثات.

وتتهم اسرائيل والدول الغربية ايران بالسعي الى امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني وهو ما تنفيه طهران

كاريكاتير