drawas

454x140 صوت واضح

شعار دمّر اليمن!

مقبل نصر غالبقبل حرب 1994 م رفع علي سالم البيض شعار (شركاء الوحدة.. شركاء السلطة والثروة) لا للإقصاء باسم الديمقراطية العددية والاستقواء بالأكثرية الصوتية.. لا للضم والإلحاق.

قوبل باستهجان ثقافي وأثار الكثير من ردود الأفعال، على غرار: هذا إفلاس فكري وسياسي.. ما عندكم مشروع وطن موحد يعالج كل السلبيات السياسية والإدارية ينطلق بيمن موحد جملة وتفصيلا.. هذا تفكير شطري وحرص على استمرار حكم الجنوب باسم التقاسم!

على شان يخرج الاشتراكي من هذا المأزق طرح فكرة المخاليف ومن حق كل مخلاف يشارك ويحكم نفسه. فكانت مبررا للاشتراكي أن يحتفظ بالجنوب بوثيقة العهد والاتفاق الموقع عليها من جميع الأطراف في العاصمة الأردنية عمّان.

قامت الحرب وأضاع الاشتراكي الجنوب والسلطة والثروة ومعظم أعضاء الحزب.

في 1997 م استعار الإصلاح ذلك الشعار (شركاء الدفاع عن الوحدة شركاء السلطة والثروة) أمام الإقصاء والعزل والأغلبية المريحة للمؤتمر الشعبي العام.

في 2006م أحزاب اللقاء المشترك رفعت شعار (المشاركة في السلطة والثروة) صناع الوحدة والمدافعون عن الوحدة والتبادل السلمي للسلطة.. وأفرزت التحالفات حليفين مع المشترك والمؤتمر.

جاءت ثورة 2011م وطرحت الفيدرالية والأقاليم في كل الساحات والمخيمات مع إصرار وحرص ودفاع مستميت من دكاترة باعتبار أن استقلال الأقاليم تضمن (المشاركة في السلطة والثروة) نحكم أنفسنا بأنفسنا وننعم بخيرات ثرواتنا.

وغاب التفكير الوطني الموحد.. غاب المشروع الوطني!

وجاء مؤتمر الحوار الوطني يجسد هذا الشتات الفكري بأغلبية بلاطجة الحوار وعوائلهم كما أرادت المكونات ذلك. وقليل من كان يملك علما وبعدا استراتيجيا تم تصفيتهم أو نفيهم في العمل الدبلوماسي. والحق أن ورقة الحزب الاشتراكي كانت أنضج ورقة كتبت عنها في حينها وصوت الدكتور ياسين سعيد نعمان كان عالياً يقول: نقيم الدولة أولاً وفق شروطها ثم نفكر في الأقاليم التي تحتاج إلى دراسة شاملة خمس سنوات.. دعونا نقيم الدولة القوية الحديثة المدنية التي تشرع وتبرمج للأقاليم تدريجياً وتحفظها وترعاها.. وهذا هو المهم.

الأقاليم ليست قبعة تلبسها لتثبت أنك إفرنجي وانتهى الموضوع. قالوا أبداً نشتي حقنا ولا يهمنا الدولة. المهم فلوس وسلطة!!

برزت الأقاليم في استعارة الماضي خطابيا وكتابيا.. وفي نماذج الدول في الوثائق والأدبيات!

جاءت الحرب تجسد رغبة الأقلمة والمناطقية بلا مشروع وطني عند الأطراف المتحاربة وبلا شرعية عند طرف. ولا قانون. وساعد على هذا رئيس منتخب مسيّر غير مخيّر، أنوم من فهد!! وجاءت العاصفة تؤقلم تارة وتشطر تارة أخرى!

وجاء الحوار من جديد في الكويت. والحل بسيط جداً هو أن يضعوا حلاً للزعيم والبدء بإنشاء الدولة، أي انتخاب رئيس.

# مقبل نصر غالب - اليقين أونلاين

كاريكاتير