استراتيجياً يمكننا القول إن الحوثي لم يخسر شيئا حتى الآن بعد حرب عام كامل، لأنه من ناحية ما زال مسيطراً على مناطق الكتلة السكانية الأكبر في اليمن، وما زال لديه من السلاح والمال وعجز التحالف ما يكفي للمقاومة شهوراً أخرى، أضف إلى هذا أنه اكتسب شعبية لم يكن يحلم بها باعتباره مدافعا عن شرف اليمن ضد العدوان الأجنبي، واستطاع إرغام تحالف كبير مثل هذا على اللجوء إلى طاولة المفاوضات. وحتى لو قدم بعض التنازلات قبل هذه المفاوضات وبعدها فإنه سيظل موجوداً في الساحة اليمنية بعد أن أصبح التفاوض معه بمثابة اعتراف دولي بوجوده.
طبعا كان هذا نتيجة طبيعية لعدم رغبة التحالف وأمريكا في اجتثاثه، وخوض الحرب معه بالشوكة والسكين، وأقصد بذلك رغبة التحالف في تحقيق انتصار يرغم الحوثي وصالح على تقديم تنازلات تحقق أمن السعودية والخليج ولا تحقق مصالح الطرف الذي يخشاه الجميع، أعني الإخوان المسلمين، الجماعة التي لم تعلن التعبئة العامة في صفوفها حتى الآن، لعلمها أن المطلوب منها هو التضحية فقط.
الخاسر الوحيد في هذا كله هم اليمنيون، الذين دفعوا فاتورة هذه الصيغة من دمائهم وأموالهم وراحة بالهم وربما سيدفعونها من مستقبلهم أيضاً إذا لم يتدخل مكر الله لهم، كما مكر لهم بموت عبد الله ومجيء عاصفة الحزم التي ستخفف خسائرهم التاريخية إلى النصف على الأقل، بالنظر إلى المصير الخطير الذي كانوا سيذهبون إليه لو هيمن الحوثي والمخلوع على مقادير الأمور في اليمن هيمنة مطلقة.
المقالات الاقدم:
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
مقالات متفرقة:
المقالات الأكثر قراءة:
- منظمة الصحة العالمية : 10 آلاف قتيل و60 ألف جريح حصيلة حرب اليمن - 2018/12/10 - قرأ 127142 مرُة
- اليمن .. معركة جديدة بين قوات هادي والحراك الجنوبي في شبوة - 2019/01/09 - قرأ 26828 مرُة
- غريفيث لمجلس الأمن: هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق استوكهولم رغم الصعوبات - 2019/01/09 - قرأ 26122 مرُة
- تبادل عشرات الأسرى بين إحدى فصائل المقاومة اليمنية والحوثيين في تعز - 2016/06/01 - قرأ 20513 مرُة
- المغرب يكشف عن "تغير"مشاركته في التحالف - 2019/01/24 - قرأ 17798 مرُة