drawas

454x140

تقارب سعودي قطري في ظل توتر العلاقة بين الرياض وأبوظبي

تقارب سعودي قطري في ظل توتر العلاقة بين الرياض وأبوظبي

بعد أكثر من عامين على الأزمة الخليجية، تبرز مؤشرات إيجابية على حدوث تقارب سعودي قطري، قد تحمل في ثناياها حلولا ناجعة للأزمة بين البلدين، حيث أعلنت السعودية، رفع الحظر الذي فرضته على المواطنين القطريين الراغبين في زيارة الأراضي السعودية، بعد منعهم منذ العام 2017م.

وقالت وكالة الأنباء السعودية “واس”، أن المملكة العربية السعودية، ملتزمة بجميع الاتفاقيات الدولية والإقليمية، والتي أصبحت طرفاً فيها، مشيرة إلى أن للمواطن القطري حق دخول الأراضي السعودية، وفق الإجراءات النظامية المتبعة.

ويأتي هذا عقب مشاركة دولة قطر في الاجتماع الـ37 من اجتماعات لجنة الاستخبارات والأمن بمجلس التعاون الخليجي، في مدينة الرياض، وجرى عقد اللقاء في الأمانة العامة للمجلس في العاصمة السعودية، بحسب ما صدر عن بيان للأمانة؛ وبحثت مجموعة من المواضيع في اللقاء، بينها العمل العسكري المشترك بين دول الخليج.

ونشرت وكالة الأنباء السعودية، تقريرا عن الأزمة الخليجية، أمس الأول، أكدت الرياض فيه أنها سعت منذ اندلاع الأزمة الخليجية للحفاظ على استقرار مجلس التعاون، حيث عرض التقرير جهود المملكة والإجراءات، التي اتخذتها تجاه قطر، ولفت التقرير إلى مشاركة قطر في الاجتماعات الخليجية، التي تستضيفها المملكة، وأهمها القمة الخليجية الـ39، التي صدر عنها إعلان الرياض، متضمنا أهمية التمسك بمجلس التعاون والتأكيد على قوته.

ويتزامن هذا التقارب السعودي القطري مع تحركات أمريكية لردم الخلاف الخليجي وإعادة ترتيب البيت الداخلي تزامناً مع التهديد الإيراني للمصالح الأمريكية - العربية في المياه الخليجية.

 ودعا وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، الجمعة، دول مجلس التعاون الخليجي إلى حل خلافاتها، التي قال إنها طالت كثيراً؛ من أجل التركيز على مواجهة إيران، التي تمثل التحدي الأكبر في المنطقة، حسب تعبيره.

وقال إسبر، خلال كلمة ألقاها في المعهد الملكي للخدمات الموحدة في لندن: "رسالتنا إلى دول مجلس التعاون الخليجي أنهم بحاجة إلى حل خلافاتهم سريعاً، فقد طالت كثيراً؛ لأن التحدي الأكبر في المنطقة هو إيران".

وسبق تصريحات وزير الدفاع الأمريكي، تحركات كويتية مكثفة في إطار جهود الوساطة المستمرة منذ اندلاع الأزمة، حيث زار رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، الدوحة، في 29 أغسطس الماضي، حاملاً رسالة من أمير الكويت إلى أمير قطر، تتضمن تراجع السعودية عن موقفها المتصلب تجاه قطر، وعلى الطرف الآخر جاء الرد القطري برسالة جوابية من أمير قطر، في 3 سبتمبر 2019، بعث بها ممثلَه الشخصي الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، إلى الشيخ صباح الأحمد.

وجاءت التحركات الكويتية عقب زيارة وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي، الأمير تركي بن محمد بن فهد آل سعود، إلى الكويت، والتي نقل فيها رسالة شفوية من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان إلى أمير الكويت.

من جهته كشف نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله عن تفاصيل «سارة» بشأن المصالحة بين المملكة العربية السعودية وقطر، وسعيها من أجل إنهاء الأزمة الخليجية.

وأكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله في تصريح لصحيفة«الراي» أن «الكويت كانت ومازالت مستمرة في جهودها لرأب الصدع الخليجي وحل الأزمة بين الأشقاء في إطار منظومة دول مجلس التعاون»، مشيراً إلى مشاركته بالرأي لما جاء في تقرير وكالة الأنباء السعودية بشأن دور الكويت في حل الأزمة.

وأشار الجارالله إلى أن «المساعي الكويتية لم تتوقف طوال فترة الأزمة ولن تتوقف، وأن الكويت أكدت منذ اليوم الأول أنه لن يهدأ لها بال حتى يتم رأب الصدع الخليجي، وتعود العلاقات داخل منظومة مجلس التعاون كما كانت».

وقال «إننا اليوم أقرب إلى التفاؤل منه إلى التشاؤم في هذا الشأن».

الجدير بالذكر أن هذا التقارب السعودي القطري يأتي في ظل توتر العلاقة بين الرياض وأبوظبي بعد سيطرة القوات الموالية للإمارات على مدينة عدن ومحافظات جنوبية، وقصف الطيران الإماراتي للجيش اليمني المدعوم من السعودية، إضافة إلى إعلان الإمارات سحب قواتها من اليمن، وهو ما يعتبر طعنة في ظهر السعودية.

ونقل موقع "اليمن نت" عن مصادر حكومية؛ قولها إن السعودية حلّت لجان تنسيق سعودية-إماراتية بشأن اليمن، وأصبح الديوان الملكي -بأمر من العاهل السعودي- يتلقى المعلومات من المخابرات اليمنية وليس من المخابرات الإماراتية التي كانت تُزيف الحقائق والأوضاع.

وأضافت المصادر بأن “لوبي من المسؤولين السعوديين يعمل لصالح الإمارات في الديوان الملكي، وهو ما يعرقل خروج دعم كامل وشامل للحكومة الشرعية حتى اليوم”، وهو ما يفسر قرار السعودية تغيير رئيس الديوان الملكي قبل أيام.

كاريكاتير