تبدو المبادرة الخليجية/ السعودية التي أطاحت بما كان يسمى الثورة الشبابية الشعبية نهاية لتاريخ اليمن ويبدو العاهل السعودي كما لو كان فرانسيس فوكوياما، الذي كتب (نهاية التاريخ)، وأشك في أن اليمن سيتلمس مفصلاً جديداً يخط به تاريخه دون وصاية وتبعية وارتهان في وقت قريب، فسوف نحتاج إلى زمن طويل لنصحو من صدمة وآثار هذه المبادرة التي باتت أعلى شأنا من الدستور والقوانين ويتم تكريس هذه النظرية ليل نهار حتى لا يقطع الشعب بما سوى ذلك فيتمرد، أو يحاكي تجربة المصريين الذين انتشلوا تاريخهم في لحظة فارقة وحاسمة بعد أن كان الإخوان يخطون نهاية تاريخ مصر وتم وقف ذلك التدافع الرهيب نحو الهاوية بإرادة عزّ نظيرها.
فوكاياما السعودي لم يكتف بنهاية بائسة لتاريخ اليمن أجهضت ثورته الجديدة 11 فبراير 2011م التي أحالها فورة، وقبل ذلك ثورته القديمة 26 سبتمبر 1962م التي أحالها انقلاباً، بل يضيف إلى هذه النهاية نهاية أخرى لآلاف اليمنيين الذين يقيمون في المملكة وتتم ملاحقتهم فيها وطردهم بشكل يومي في عملية تكثيف للفقر والبطالة والحزن في بلادنا وبلغة الأرقام تقول المصادر الاقتصادية أنهم سيكلفون الوطن قرابة الخمسة مليار دولار، وأما موقف القيادة اليمنية فهو وكالعادة الشكر والامتنان لفوكوياما السعودي المبجل الذي أوصى باليمن خيراً حتى ظننا أنه سيورثه.
السياسيون حول العالم عندما يحصلون على ورقة ضغط يقومون بتوظيفها إما لتعزيز موقع تفاوضيوتحقيق مكاسب أو نيل مصالح أو درء مفاسد إلا في اليمن يحول قادتها أوراق الضغط كلما وجدت إلى وسيلة لمهادنة الآخر الذي جعلوا منه صنماً وعبدوه ولا يريدون أن يقتنعوا أنه بشر مثلهم وأنه هو نفسه الذي سيتخلى عنه الأمريكان أصحاب نهاية التاريخ في أية لحظة ونذر هذا الأمر بدأت تتوالى فصولاً على مستوى الموقف من الصراع العالمي في المنطقة وفي سورية على وجه الخصوص.
وأشك هنا في أن الذي يحول أوراق الضغط كلما وجدت إلى أوراق ضغط عليه لا على الآخر سيفكر مجرد التفكير في توظيف قضية الفتاة السعودية هدى النيران (22 عاماً) التي فرت إلى اليمن للزواج من محبوبها عرفات كورقة ضغط على المملكة، بل سيتم إهداؤها إلى فوكوياما السعودي حتى لو قالت هيومان رايتس ووتش: "على الحكومة اليمنية عدم إعادة الفتاة السعودية"، ففي نظر الحكومة اليمنية فوكوياما السعودي فوق المنظمات الدولية بل فوق الأرض وتحت السماء.
لكزة ..
التنظيم الوحدوي الناصري في اليمن وهو أحد الأحزاب المنقادة لجماعة الإخوان والموقعة على مبادرة فوكوياما السعودي التي أطاحت بثورة الشعب اليمني فوق أن المملكة المتهم الأكثر بروزاً في اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي الذي يتشدقون بصوره وتاريخه النظيف على مدى أربعة عقود ينظم انتخابات أمانته العامة.. صحيح أنه أحد الأحزاب التي كانت سبّاقة بتجديد قياداتها عبر انتخابات تنظيمية على أنه لم يقم بتجديد وتصحيح خياراته وذلك أهم بكثير من التناوب بين المخلافي والعتواني والرداعي والمقطري!
المقالات الاقدم:
- بن علي يجمد عضوية مكاوي ومناصريه في مؤتمر شعب الجنوب - 2013/11/24
- وزارة الدفاع ورئاسة الاركان تعلنان اسماء المقبولين في الكليات العسكرية ( الاسماء ) - 2013/11/24
- د. وهيب حسن- مستشار فريق الحراك- لـ(اليقين): سيفشل الحوار إذا لم يتم حلّ القضية الجنوبية حلاً عادلاً - 2013/11/24
- لسان حال المغترب اليمني: لم أكن أظن بأن رئيسي سيسمح بخفض رأسي! - 2013/11/18
- حين تغدو الحكومة جمعية خيرية! - 2013/11/18
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
مقالات متفرقة:
المقالات الأكثر قراءة:
- منظمة الصحة العالمية : 10 آلاف قتيل و60 ألف جريح حصيلة حرب اليمن - 2018/12/10 - قرأ 127146 مرُة
- اليمن .. معركة جديدة بين قوات هادي والحراك الجنوبي في شبوة - 2019/01/09 - قرأ 26832 مرُة
- غريفيث لمجلس الأمن: هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق استوكهولم رغم الصعوبات - 2019/01/09 - قرأ 26127 مرُة
- تبادل عشرات الأسرى بين إحدى فصائل المقاومة اليمنية والحوثيين في تعز - 2016/06/01 - قرأ 20517 مرُة
- المغرب يكشف عن "تغير"مشاركته في التحالف - 2019/01/24 - قرأ 17805 مرُة