لم يعد ما يخفيه أعداء التغيير ولصوص الحرية والمتربصون بالوطن من وسائل لينالوا بها من كل ما هو جميل وشريف في هذا الوطن؛ ففي كل حادثة يكشف الستار عن وجوه جديدة للإرهاب والإجرام، وعن المستوى الذي وصل إليه هؤلاء من السقوط الأخلاقي والبشاعة في السلوك والقذارة في الأسلوب والطرق التي يستخدمونها للتعبير عن آرائهم وبحقد دفين يملأ قلوبهم.
ما كان الحضارم يوماً ما مخربون ولا ناقمون وعبر العصور التاريخية، بل وحتى اليوم فقد كانوا دعاة سلم وسلام وإسلام في جنوب وشرق آسيا، ولا يمكن القول بأن الحضارم يرفعون شعار (الصبر له حدود) أو أن الخوَرَ والضعف نالهم حتى يُحجموا عن المطالبة بحقوقهم وإنما هي الفطرة الحضرمية التي جُبلوا عليها فأكسبتهم المسالمة والموادعة والتأقلم والتعايش مع أي ظرف ..، إن ما جرى في هبتهم الأخيرة لا يمثل تلك الفطرة السوية وإنما يعكس ويوضح أن أعداء التغيير والناقمون على سقوطهم من كراسي الحكم قد تمكنوا من تكوين خلايا سرطانية في الجسد الحضرمي تعمل على تدميره وتفكيكه بل والوصول إلى إسقاطه في مستنقع العنف وعدم الاستقرار..
اليوم صالح وباسم الوحدة وحب الوطن يناصب الرئيس هادي العداء، بل وكل من تقارب معه ويسعى للتمديد له ولو يوما واحدا حتى ولو كان من أقرب المقربين لصالح فهو في نظره خائن ومرتد وعليه التوبة، بل وأن أي اتفاق لا يحمل بركة صالح فهو باطل.. وهذا ما حدث مع الدكتور الإرياني حين التوقيع على الصيغة الأخيرة للقضية الجنوبية، والذي أُعتبر فيها الدكتور الإرياني أحد الخوارج الذين خرجوا على الإمام علي بن أبي صالح!
إن أي تقدم أو نجاح يحققه هادي أو أي أمر يُرجع فيه إليه ليقضي فيه يعتبره صالح مكسباً شخصياً لهادي ويستنزف من حساب صالح إن كان بقي له حساب أو رصيد يُذكر، بل إن الأمر يزداد سوءاً حين يرى أن هادي لا يقطع أمراً إلا بمشورة اللواء محسن والإصلاح، وهما كابوسان لصالح في ليله ونهاره وحِله وترحاله، ولذلك لا عجب حين يمضي صالح في القبول بشيء ثم يرفضه إنطلاقا من نظرية (العراقيل خير وسيلة للبقاء) حقا إنها حالة نفسية مأساوية وصل إليها صالح يستحيل معها العلاج ولو كان الكي بالنار -وقد اكتوى بها- وما زال يرى في نفسه ابن اليمن البار، ومن تتم على يديه الصالحات وتقضى على يديه الحوائج!
ما كُل هبة تسمى شعبية، وما كل شعب يستطيع أن يَهب إلا إذا وضحت أهدافه وتوحدت فصائله وسمت غاياته وتجردت وسائله من العنف والعنصرية والتخريب، وما كان لهبة أن تنجح لو لم يتحقق لها ما سبق، وإن الهبات قد وُضِحت وعُلم من يحرف مسارها السلمي في الداخل والخارج؛ فهناك من هبّ لأجل أن يقطع على الشعب خدماته [الكهرباء والنفط] وعرقل كل تسوية سياسية، ومن هبّ ليطرد بائعا أعزل وينهب رزق أولاده لينعم به وعصابته أو ليقتل جنديا غدرا وجبنا بحجج واهية أو ليحتل منشأة حكومية ولتستعمرها مليشياته، ومن هبّ ليقيم حكما سلاليا عنصريا ليستعبد الأمة باسم حق إلهي افترى به على الله..
لا بد للرئيس هادي أن يقود الهبة الوطنية الكبرى، والتي تقوم على المواطنة المتساوية والحرية والكرامة ورد المظالم والحفاظ على وحدته من فئران الداخل وأفاعي الخارج، والتي تكشف سوأة أصحاب تلك الهبات ومعه الوطنيون والشرفاء وعامة الشعب المغلوب على أمره طيلة 33 عاماً..
المقالات الاقدم:
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
مقالات متفرقة:
المقالات الأكثر قراءة:
- منظمة الصحة العالمية : 10 آلاف قتيل و60 ألف جريح حصيلة حرب اليمن - 2018/12/10 - قرأ 127117 مرُة
- اليمن .. معركة جديدة بين قوات هادي والحراك الجنوبي في شبوة - 2019/01/09 - قرأ 26806 مرُة
- غريفيث لمجلس الأمن: هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق استوكهولم رغم الصعوبات - 2019/01/09 - قرأ 26098 مرُة
- تبادل عشرات الأسرى بين إحدى فصائل المقاومة اليمنية والحوثيين في تعز - 2016/06/01 - قرأ 20467 مرُة
- المغرب يكشف عن "تغير"مشاركته في التحالف - 2019/01/24 - قرأ 17775 مرُة