الكذب.. تاريخ وثقافة ومذاهب

هناك من يكذب على الله ويقولون: إن الله أمرنا بهذا.. إن الله عهد إلينا.. هذا حلال وهذا حرام.. يفترون على الله الكذب.. يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون هو من عند الله.. وكم من آيات القرآن يحذر الله فيها من الكذب والافتراء عليه.

هناك من يكذب على الأنبياء، والأساطير واضحة ولا تعد. بل إنهم يؤذون النبي ويقولون هو أُذُن.

 والنبي حذر من الكذب عليه (من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) ومع ذلك كذبوا عليه بمئات الآلاف من الأحاديث.

منحوا أنفسهم كرامات وخوارق أكبر من معجزات الأنبياء أو منحوها لمن يريدون تأليهه.

الجنّ سخرهم الله لخدمة سليمان، مش عجبة، فقد سخرهم سيف بن ذي يزن وهو وثني وسخرهم ابن علوان!

عفريت سليمان لم ينقل عرش بلقيس. لكن عفريت علاء الدين والمصباح ينقل قصوراً بطرفة عين!

مريم كان يصلها الرزق إلى المحراب وهي منقطعة للتبتل، مش عجبة، فالمتصوفون يأتيهم الطعام بكل أنواعه وتشكيلاته في الصحاري والقفار والجبال.

 عيسى تكلّم في المهد، مش عجبة، أطفال كثير تكلموا وليسوا أنبياء.

النبي سليمان يكلم الطير، مش عجبة، فالأولياء كلموا البقرة والذئب.

موسى ضرب بعصاه البحر، مش عجبة، فالأولياء فلقوا الجبل نصفين بالعصا وركبوا العصا في البر والبحر.

والنبي محمد أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى في ليلة، مش عجبة، فرجال الصوفية يصلون العصر في الحرم يعودون في نصف ساعة، بل أن بعضهم تأتيهم الكعبة إلى حيث مكانهم فيطوفون بها ثم تعود هي إلى مكة، حسب قولهم!!

كذبوا حتى على إبليس بأنه يحاور الأنبياء ويصرف لهم حكماً ويشرح لهم كيف يغوي الناس، ويحاور الأولياء الصالحين فيكتبون ما دار بينهم!

يكذبون على الملائكة بأنهم يترددون على الأنبياء يديرون النقاش بينهم وبين الناس ويلقنون النبي. قل له كذا.. إسأله عن كذا.. يضحكون ويمازحون ويعرضون خدماتهم عليه!

والناس يختلفون ويتقاتلون حول لهو الحديث هذا، وتركوا القرآن!

يتواصل الكذب العربي ليشمل المصنفات الفكرية والأدبية والثقافية والشعرية بين الدس والانتحال والتزوير والتشويه. السرقات الأدبية والفنية. حتى وصل الحال إلى الكذب السياسي وكذب الحكومات العربية على شعوبها وكذب الأجهزة على مواطنيها وكذب الإعلام على العالم.. كذب الأحزاب على نفسها وعلى الجماهير التابعة لها.

والشعوب تصدق  أو لا تصدق.. تنقاد بسهولة خلف الصميل!