drawas

454x140 صوت واضح

إلى باسندوة.. بين بكاء الأمس ونواح اليوم!

538802 385828334787616 66027261 nبالأمس كنت تبكي على الشعب..

واليوم الشعب بأكمله يبكي على نفسه بنفسه ولا بواكي له!

بالأمس كنت تنتحب على ضحايا الاغتيالات الفردية..

واليوم ننتحب على عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمعاقين والمعتقلين والجائعين والنازحين في الداخل واللاجئين في الخارج، والقائمة تطول!

بالأمس كنت تذرف الدموع حين كنت تقارن بين وضع اليمن ووضع غيرها من البلدان الخليجية المجاورة..

واليوم جميعنا يحترف العويل على أطلال وطن، ولم يعد ثمة في اليمن ما يمكن مقارنته حتى مع الصومال، بعد أن دمرت الحرب الكثير من البشر والممتلكات العامة والخاصة.

بالأمس كنت تندب حاضرنا التعيس وترنو صوب المستقبل الواعد..

واليوم نندب ماضينا الذي أضعناه.. وكل حلمنا من المدعو المستقبل أن تعود اليمن إلى ما كانت عليه قبل عامين فقط لا غير..

بالأمس كنت تجهش أسفاً وخوفاً وحرصاً على اليمن واليمنيين..

واليوم اليمنيون ينشجون كمداً وحسرة وقهراً ومرارة على أنفسهم ونفائسهم المفقودة!

بالأمس رفضت ممارسة الضحك حتى انخفض سعر الدولار من 240  إلى 215 ريالاً..

واليوم سلطاتنا في الداخل والخارج يقهقهون كلما انخفض سعر الريال، حتى وصل إلى 320 ريالا مقابل الدولار الواحد، دون أن يهتز رمش لسلطاتنا!

بالأمس كنت عصي الابتسامة حتى استعدت ميناء عدن وعدّلت صفقة الغاز المسال..

واليوم نرى مسؤولينا عصيّي الدمع وهم يبيعون الوطن بأكمله/ بثرواته/ بثوراته/ بتاريخه/ بحاضره/ بمستقبله!!  

بالأمس كنت تبكي ونحن نضحك عليك..

واليوم نحن نبكي وأنت تأبى الضحك علينا -كمسؤولينا اليوم- لأنك صاحب قلب كبير يتسع للجميع.

بالأمس كنت تبكي لأنك كنت تدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقك، وحين انتفض البعض ضدك سارعت لتقديم استقالتك لإسعاد هؤلاء البعض..

واليوم هناك من يمارس قتلنا وإبكائنا من أجل أن يحكمونا! 

بالأمس كنت تبكي حباً للجميع وحرصاً على الكل..

واليوم الجميع يقومون بإبكاء الكل، في معارك عبثية دامية لا تكاد تخمد حتى تبعث من جديد!!  

بالأمس كنت تبكي دموعاً

واليوم ننوح دماً قانياً بعد أن جفّت قنواتنا الدمعية!

بالأمس إغرورقت عيناك بالدمع، ولسان حالك يقول:

فـإنْ يكُـنِ الفِعـل الـذي سـاءَ واحدًا         فأَفعالــي اللآئــي سَــرَرْنَ ألُـوفُ

واليوم ابيضّت عيوننا من الحزن، ولسان حالنا يقول:

 ربّ يوم بكيت منه فلما                 صرت في غيره بكيت عليه

كاريكاتير