drawas

454x140 صوت واضح

الزمن يأتي بأحسن والعام يُختم بهبّة !!

eskndrبعد يومين نودع عام 2013م، ولانودع معه أياً من حمولاته الثقيلة التي كان لزاماً أن نتخفف منها ، فهانحن ندلف العام الجديد محمّلين بها وقد باتت بحكم عوامل التعرية الأخلاقية ومنشطات العهر السياسي أثقل وأشد وأنكى، لا يخفف وطأتها سوى صبر شعب لا يُحسن الصبر بحقيقته الموضوعية التي تضع له حدوداً (للصبر حدود)، بقدر ما يتقن تخدير متن حياته وهوامشها ويطوعها لتقبل كل شيء على اعتبار أن الزمن لا يأتي بأحسن .

إن لم تخني ذاكرتي المنهكة أصلاً ، شهد العام 2010م أزمة سياسية كامتداد لأزمة كنا قد تعايشنا معها، أبطالها المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه واللقاء المشترك وشركاؤه، وحملت خواتم ذلك العام إرهاصات في مزاج المتصارعين على السلطة والنفوذ من آل الأحمر بقطبيها (السنحاني والعصيماتي) واستعمل القطب الأخير وفي إطار اللقاء المشترك كمظلة سياسية مصطلح (الهبة الشعبية) كورقة تم التلويح بها في وجه الرئيس السابق علي عبد الله صالح الأحمر للضغط عليه وعلى حزبه ليقوم بتقديم تنازلات للطرف الآخر ومنح امتيازات كانت محل تنازع، ولم تكن ثمة نية حقيقية للقيام بهبة شعبية توزاي ثورة أو حتى تجاريها بقدر ماكان الأمر منصباً في بالوعة المزايدة السياسية الرخيصة.. لم يحصل شيء في اليمن يستحق الذكر والتذكر وفقاً للتلويح بتلك الهبة ولكن الذي حصل كان ثورة شعبية قامت فجأة في تونس وكانت صادمة للجميع عرباً وأجانب..

وتعليقاً على هذه المسألة أتذكر أني كتبت مقالاً في حينه بعنوان (الهبة في اليمن والثورة في تونس) على أن ارتدادات ثورة الياسمين وصلت بسرعة إلى مصر وحين هبطت مصر كان احتمال انتقالها إلى اليمن مرجحاً جداً بحكم المحاكاة التاريخية بين البلدين والشعبين، فكان إعلان تنحي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك يوم الجمعة 11 فبراير 2011 هو موعد انطلاقة الثورة الشبابية الشعبية في اليمن التي تم وأدها سعودياً بأدوات المملكة المرتهنين تاريخياً وبمباركة أولية من الأحزاب السياسية التلفيقية وبطأطأة ختامية من كومبارس موفنبيك صنعاء .

هذا العام حملت خواتمه أيضاً مصطلح (الهبة الشعبية) على أنها هذه المرة جاءت من أقصى الجنوب تسعى، لاشك أنها لا تشبه تلك الهبة الأحمرية التي أطلقت يومذاك في صنعاء للابتزاز السياسي فلا مقاربة ذاتية ولا موضوعية بينهما، بل هبة مختلفة تماماً وتبدو ملفعة بالغموض بالرغم من وضوح مقاصدها المعلنة والتي تمتد جذورها في حقيقة الأمر إلى حرب صيف 94م وآثارها الكارثية المقيمة حتى اليوم .

وبعيداً عن المقاصد ذات البعد الموضوعي التي توضع كواجهة لهذه الهبة الحضرمية والجنوبية إلا أن توقيتها المحرج للحالة العامة يضعها على مسافة قصيرة من مخرجات قد تكون ذات طبيعة مغايرة للماضي بكل تركته، والأهم أن هذه المخرجات قد تسبق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني من حيث الزمن ومن حيث المآلات المرتقبة والتي ستتضح في قادم الأيام ربما لتكشف عن أبعاد أخرى تقف أساساً وراء الهبة أو تدخل على خطها فجاءة فيكون من شأنها قلب المعادلات السياسية التي لم تستطع - ماكانت تسمى - ثورة الشباب تحقيقها ولا أمكن للثورة المضادة وضع خارطة طريق لها . وهنا لا يجب وقد بيعت ثورة الشباب وقبله تضحيات الحراك وشهداء صعدة بثمن بخس في منتجع موفنبيك أن نخشى مما هو آت عبر هبة حضرمية جنوبية، فالزمن يأتي بأحسن إذا ما حضرت الإرادة بعد أن غابت الإدارة!!

إيـماءة ..

الوثيقة التي وقعت بإشراف جمال بنعمر وادّعت حسم القضية الجنوبية ماهي إلا دليل واضح مضاف إلى أدلة سابقة وأخرى لاحقة تؤكد صحة ماذهبت وغيري إليه في وقت مبكر بأسبقية المخرجات وإعدادها سلفاَ في المطبخ الذي لا يدخله الموفنبيكيون الكومبارس والذين أحسب أنهم لا يريدون أن يغادروا موفنبيك إلا طرداً!!

كاريكاتير