رغم كل الرياح العاتية والسنون الخالية التي عصفت بهذا الشعب ، إلا أننا نحمد الله عز وجل بأنه لا زال مستعداً لرحلة الإقلاع الحضاري ، متحرراً من الجمود والتحنط والتوقف والبدائية .
فالحضارة بمفهومها النهضوي لا تقتصر فقط على الجانب المادي أو التكنولوجي ، كون المادية وحدها عند المتقفيين لسنن الحضارة قد أفرزت ما يسمى بالتوحش الحضاري .. كما هو جلي في كثير من الدول المسماة بالمتحضرة .
أما الشعب اليمني ووفق تركيبته التراكمية وإنجازاته الحضارية عبر آلاف السنين يثبت اليوم أنه الأقدر على التكيف ومجاراة التغيرات عبر مظاهر كثيرة تجلت ، أبرزها :
١- التكافل الإجتماعي الواسع والملحوظ .
٢- القدرة على الابتكار وإيجاد البدائل والحلول لمختلف المشكلات والأزمات التي يعانيها .
٣- الاعتماد الذاتي في تسيير حياته .
٤- التمسك بالأعراف والتقاليد في معظم شؤونه ، وخصوصاً فيما يتعلق بالنزاعات والخلافات .
٥- تشبثه المستمر في حقه في التعليم وجعله أولوية مقدمة على الغذاء والدواء .
٦- التسامح والتعايش المذهبي والطائفي رغم محاولة البعض في خدش هذا الملمح الجميل الذي تفرد به منذ غابر العصور .
٧- الصدارة الفنية والأدبية على مستوى الأمة العربية .
٨- الصمود الشعبي المبهر في مواجهة جرائم العدوان الدموية والاقتصادية والأخلاقية .
والكثير من المظاهر الدالة بأن الميزان الحضاري لم تختل رمانته بعد ، وأن شمس اليمانيين ترنو البزوغ من جديد ، ولكن السؤال المهم متى سيكون ذلك ؟
وللإجابة على هذا التساؤل أقدم رسالتي الحضارية التي أضعها نصب أعين الجميع مسؤولين وجهات رسمية وأولياء أمور ومعلمين ، مفادها :
" أن التعليم يحتاج لرؤية واضحة تتبناها قيادة واعية ، تنفذها إرادة سياسية ، تخطط لها مؤسسات متخصصة ، يسندها تظافر وقبول شعبي " .
فمعركتنا مع الجهل والجهلاء ، أشنع وأبشع كثيراً من معركتنا مع العدوان والعملاء .
التعليم هو من يجعل للإنسان قيمة وفاعلية قصوى ، ويعده أهم مورد من الموارد القومية ، فحين استعادت اليابان قيمة الإنسان سمعنا حاكمها الميكادا وابن شمس الساموراي يقول ذات يوم : " أجمل موسيقى سمعتها في حياتي هي صوت المحركات اليابانية " .
ونحن قوم حبانا الله بموارد الطبيعة الغزيرة ، وبفطرة تستلهم نورها من نور الله فلا نرتد حين وغى ولا نضعف أمام من بغى ..
يقول رسولنا الحضاري عليه وعلى آله أفضل الصلوات والتسليم واصفاً بعض القيم الحضارية للأنصار اليمنيين بأنهم :( يقلون عند الطمع ويكثرون عند الفزع ).
المقالات الاقدم:
- المشاركون في مؤتمر برلين يتفقون على وقف التدخل الأجنبي في ليبيا - 2020/01/20
- المشاركون في مؤتمر برلين يتفقون على وقف التدخل الأجنبي في ليبيا - 2020/01/20
- انهيار كبير للريال اليمني في المحافظات الجنوبية - 2020/01/20
- الاحتلال الإسرائيلي يُبعد الشيخ عكرمة صبري عن المسجد الأقصى - 2020/01/20
- الخليج.. لعنتنا الأبدية! - 2020/01/20
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
مقالات متفرقة:
المقالات الأكثر قراءة:
- منظمة الصحة العالمية : 10 آلاف قتيل و60 ألف جريح حصيلة حرب اليمن - 2018/12/10 - قرأ 127132 مرُة
- اليمن .. معركة جديدة بين قوات هادي والحراك الجنوبي في شبوة - 2019/01/09 - قرأ 26818 مرُة
- غريفيث لمجلس الأمن: هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق استوكهولم رغم الصعوبات - 2019/01/09 - قرأ 26114 مرُة
- تبادل عشرات الأسرى بين إحدى فصائل المقاومة اليمنية والحوثيين في تعز - 2016/06/01 - قرأ 20498 مرُة
- المغرب يكشف عن "تغير"مشاركته في التحالف - 2019/01/24 - قرأ 17787 مرُة