drawas

454x140

حيدر وأمريكالمختبئة في العرضي!

tarqalbnaaمستشفى العرضي كان أكبر "مقر رسمي محصن لأمريكا في صنعاء" هكذا قال عبدالإله حيدر في أول مقال له بعد خروجه من السجن !

في ذلك المستشفى، لم تكن "غُرفة المختبرات" تقوم بتحليل وفحص بول وبراز ودماء المرضى، بل كانت تقوم بتحليل أحماض نووية خطيرة، إضافة إلى تخصيب اليورانيوم لاستخدامه في البرنامج النووي لأمريكا، التي لا تشعر ببركة "اليورانيوم" إلا إن تم تخصيبه في اليمن، وفي مستشفى العرضي بالتحديد!

"أجهزة الأشعة والكشَّافات" أيضاً لم يرتمي عليها أي جسد متهالك لمريض من ريمة أو من آنس أو من الضالع، بل كانت مخصصة للكشف عن أي أي جسد إرهابي يتحرك في البيضاء أو في أبين، وعندما تتحول الإشارة الخضراء إلى حمراء، تتحول "الكشافة" بقدرة عبدالإله حيدر إلى طائرة بلا طيار، تضرب الإرهاب في العمق، ثم تعود لتنام، ممارسة "التقية" الطبية!

"غرفة العمليات" كانت هي الأخطر، ليس ثمة وجود لأي مريض ينزع حصوة من كليته، أو يقوم باستئصال الزائدة الدودية، بل كانت غرفة لاجتماعات كبرى القيادات الأمريكية التي تخطط بصمت لاستئصال الزائدة القاعدية، ولنزع حصوة المتشددين من كِلية العالم.

"جهاز الأكسجين" في هذه الغرفة كان يتم استخدامه لتقديم الضيافة للضباط الأمريكيين، "المقصات والمشارط" ليست سوى أدوات تجسسية غاية في الرقي والخطورة، أما طبيب التخدير فلم يكن يغرس إبرته سوى في عنق هذا الشعب المسكين الذي لا يعرف أن أمريكا محشورة داخل مستشفى العرضي العظيم!

"العيادات الخارجية" لم تكن تعالج الأنف والأذن والحنجرة والعيون والأطفال والنساء والولادة، بل كانت تعج بكثيرين من جنود "المارينز" الأمريكي الذين يخدعون المساكين من أبناء هذا الشعب، ويفحصونهم ويصرفون لهم "روشتات" وعلاجات دون أي خبرة أو دراية، ودون أن ينتبه أحد لذلك!

سمية الثلايا، كانت أخصائية باطنية في الظاهر فقط ، لكنها في الحقيقة التي لا يعرفها سوى حيدر و"مداليز" القاعدة كانت عميلة للـ "سي.آي.إيه" ، تقوم بكشف أسرار العرب والمسلمين لهم نهاية كل يوم، ولا تخاف في أمريكا لومة لائم، ولا رصاصة قاعدي، ولا حتى حرف رجل سُجن على ذمة القاعدة سنيناً فأقمنا الدنيا ولم نُقعدها تضامناً معه ودفاعاً عنه بقدر المستطاع، لكنه عاد ليبرر لتنظيم "أنصار الشريعة" – كما يطلق عليهم – قتل سمية وإزهاق أرواح المئات معها.

الممرضة ماريان التي شاهدنا تفجر دماغها وهي واقفة بالقرب من العناية المركزة أيضاً إرهابية، فحينما كانت تصول وتجول وترقب المكان بنظرات سريعة، وتفتش عن مأوى للاختباء لم تكن تعرف أن تلك التأملات الخائفة هي نظرات الوداع، وأن مجرماً "قاعدياً" سيأتي لينثر دماغها ويحوله إلى أشلاء، فلو كانت تدري بهذا المصير كانت ستستعين بمجموعة من "المارينز" الأمريكي لحمايتها ، وكيف لا يحميها المارينز وهي تخدم أمريكا من داخل مستشفى يعج بمئات البساطى من اليمنيين الذين يأتون بثيابهم البالية، ومناظرهم الرثة، يعاقرهم الألم ، ويكتسح أجسادهم المرض، ولا يعرف أغلبهم عن أمريكا شيئاً سوى أنها دولة كبيرة، لها رئيس أسود، ولها رئيس سابق رجموه بـ"الجزمة" في العراق!

فعلاً يا حيدر، لقد ضربت القاعدة أمريكا في العمق، وكانت ضربتها ذكية وخطيرة بحيث لم تكن بحاجة لأن تخسر قيمة "تذاكر" طيران أولئك "المجاهدين" – كما تدَّعون – للسفر إلى نيويورك أو واشنطن أو سان فرانسيسكو، بل وفرت الجهد والمال والوقت وضربتها في مستشفى العرضي بصنعاء!

يا أمريكا الوهمية، مع القاعدة لا داعي للسفر إلى الخارج، نحن في المستشفى بعون الإرهاب نقتلكم!!

ليتك لم تخرج يا حيدر، أو ليتك كنت مريضاً في ذلك اليوم المشؤوم وذهبت للعلاج في العرضي لترى أمريكا وهي تسقط وتموت، مع أني أشك في أنهم لن يفرطوا بك الآن، وسيحذرونك من الذهاب قبل تحديد ساعة الصفر!

كاريكاتير