حين نعيش الماضي حاضراً

- قلنا للدنبوع وأعضاء الحوار: فكروا في المستقبل ولا تفكروا بالماضي. الثوابت لا خلاف عليها.. مشكلة البلد فساد سياسي ومالي وإداري. كيف نبني دولة محصنة من تكرار هذا الفساد؟ دولة النظام والقانون.

قال الدنبوع: لازم يحل مشكلات خمسين سنة مضت، وعدالة انتقالية ومصالحة وطنية.

قلنا: البلاد لا تتحمل حل كل المشكلات، وأنتم دولة انتقالية لستم معنيين بذلك (مهمتكم الإعداد والترتيب للدولة العادلة). وعلي الدولة المدنية إنصاف كل المظلومين.. وأصر الدنبوع علي رأيه وألحّ و"انتعثت" عليه من كل مكان.

وجاء من يريد حل مشكلات 1400سنة مضت!

قلنا: الدنبوع فشل وهي 50 سنة وأنتم 14 قرناً!!

قالوا: كل شيء حقنا وأنتم شركاء في خدمة السيد.. شراكة كاملة لا تستثني أحداً.

- العرب مربوطون بالماضي بحبل من مسد، لا يمكن قطعه بمنشار حديد ولا منشار كهربائي.. كل الماضي مظلم.

إذا طرح الأخ حسن الدولة مشروعاً لا نناقش فكرة المشروع، إنما ندرس حسن الدولة: من هو؟ ما اسم والده وجده وأمه وجدته؟ ونكتشف أن مسؤولاً من بيت الدولة ظلم الناس! فقلنا: مشروعك مرفوض لأن جد جدتك ظلم فلاناً أو فلانة.

كل باحث عربي لا يدرس الواقع ومشكلاته لازم يرجع إلى قبل الإسلام، ولعل أفضل باحث يعود إلى قبل الثورة إبان حكم الأتراك.

فالباحث في مشكلة الكهرباء يدرس الكهرباء أيام الحكم العثماني وأيام الإمامة وأول الثورة ونصف الدراسة في مقارنات وإفادات وثائق معلومات، ولما يصل إلى الوضع الحالي يوصي ويقترح ولا يضع حلاً.. هكذا في مجال التعليم والصحة وغيرها. وعلى شان أقيّم دعوات الكثير من  بني هاشم لقيام دولة علمانية، لازم أرجع إلى الماضي لأقول: إن الشيعة طوال التاريخ ثوار على الخلافة الإسلامية أينما وجدت ولا يثورون على مستعمر.

الحالة الوحيدة هي حزب الله اللبناني الذي تشكل ضد إسرائيل وكلنا معه فتم تصحيح الغلطة وأصبح يتدخل في شؤون الدول. ولو تم إعلان لبنان دولة إسلامية أول من سيحاربها حزب الله.

أي حكومة تدعي أنها إسلامية ولا يحكمها بنوهاشم يحاربونها.

 شعار دولة الإسلام حقهم فقط (جمهورية إيران الإسلامية). يقبلون بالحكم العلماني النصراني اليهودي البعثي الوثني ولا يقبلون الحاكم الإسلامي إلا إذا كان منهم.

وفي مؤتمر الحوار رفضوا عبارة "دين الدولة الإسلام. إنما دين الشعب!

إذا لم يستلموا الحكم فالعلمانية شعارهم كلهم من المحطوري إلى الوادعي ...إلخ. وهي مخرج أيضاً من المتطرفين حقهم الذين يأخذون السلطة بحمام من الدماء ويستمرون على نهر من الدماء وآلاف المشردين وآلاف المسجونين!

الماضي يعيش داخلنا ونعيشه حاضراً ونتقاتل عليه، ولا نفكر في المستقبل من الآن وصاعداً. ماذا نريد؟ وكلنا أخوة في وطن واحد يضم الجميع نناقش مستقبل أولادنا كلنا.

- حسن الدولة: رأي للأستاذ مقبل نصر؛ في حوار قصير عن العلمانية؛ وهكذا هو الأستاذ نصر يقول ما يقتنع به ولا يبالي؛ يعمل بقوله سبحانه الحق أحق أن يتبع؛ اختلف معه حينا واتفق معه أحياناً ولكنه يظل علماً شامخا؛ وقد أعجبني في رأيه أعلاه أنه وضع أصبعه على داء الكثيرين الذين يحمّلون الأبناء جريرة أعمال آبائهم. فشكراً لك أستاذ مقبل.

- التمذهب بالصميل مثل التدين بالقوة، شُغل الطغاة (لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين).. شأن الكفار (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا) لا يدركون أن التدين قناعة ورضى دون إكراه (لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أوَلو كنا كارهين؟؟) سؤال جوهري.

بل ويعتقدون أصنامهم وقبورهم تسمع وتعي وتكافئ وتعاقب (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) ويقول لهم الله (إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم) ويؤكد لهم أنهم (أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون) والمشكلة أنهم يتوارثون هذا الضلال إلي يوم القيامة (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة)!

- لماذا لا يحل علماء العصر محلّ علماء السلف؟ فنقول مثلاً: رواه الشعراوي وصححه الطنطاوي.

أفتي بهذا القرضاوي أو زبارة.. أفتي الترابي.. وافقه الغنوشي..

روى محمد حسن فضل الله.. روى الكبيسي أو الفسيل.. وهكذا دواليك.

يفترض أن يقوم بهذا المجمع الفقهي وينشرها في المكتبات والقنوات والمواقع.