أشك بأن حزب الصحفيين والإعلاميين سيجترح طريقه بسهولة ليتبوأ مقامه كسلطة رابعة؛ لأني أقطع بغياب السلطات الثلاث القضائية والتشريعية والتنفيذية، فما يحدث في بلادنا اليوم أشبه بعملية تجريف لما تبقى من كل السلطات آنفة الذكر لتصبح أثراً بعد عين ويُملأ الفراغ بالهواء الفارغ من أوكسجين الكلمة الحرة في عملية معاكسة لكل فعل حضاري ممكن أن يقوم على وجه المعمورة .
يبدو أسلوب اعتماد (البروبغندا) هو السائد وتبدو المهنية متنحية والسبب في ذلك ليس في الفراعنة الذين لم يجدوا من يردهم بل في حزب الصحفيين والإعلاميين الذين لم يجدوا من يلمهم..
من هنا وقد تفرقوا أشتاتاً لا سبيل إلى لمّهم إلا بعنوان عريض وجامع هو (المصلحة).. المصلحة هي دوماً الأساس الذي ينبغي أن نؤسس عليه علاقاتنا المشتركة ونبني عليها قوام حاضرنا ومستقبلنا.
والمصلحة في هذا المقام أعني مقام (صاحبة الجلالة) تقتضي النظر بمسؤولية إلى واقعنا الإعلامي الراهن وقراءة الخلفيات الماضية والمآلات المرتقبة، وبوقفة جادة من حيثية المصلحة سنجد أن توزع الصحفيين كطلاب لقمة عيش لدى القوى التقليدية لم يورثهم لقمة عيش كريمة كما لن يورثهم مكانة محترمة في إطار الإعلام وفي المجتمع عموماً.. وإذا فقد الصحفي والإعلامي احترامه لنفسه فمن باب أولى أن يفقد احترام الناس.
ولئن التصق (التمرد) بالإعلاميين الأحرار فإن ما يدعو للتمرد اليوم أكثر بما لايقاس مما يدعو للرضوخ والسكينة والانبطاح، وتوفر لنا الظروف المستجدة مناخاً أفضل لهذا التمرد في ظل ثورة الاتصالات وتدفق المعلومات وسرعة الإرسال والاستقبال والتوجيه.
من هنا يجب إعادة التوجيه، فإذا كان الصحفي والإعلامي يوظف قدراته وأدواته أو يوظفها غيره لمصلحة معينة فمن باب أولى أن يوظف هو هذه القدرات والأدوات لمصلحته بما يمكنه من أن يكون لاعباً أساسياً لا هامشياً في اللعبة، وهذا سيؤدي إلى نتيجة مزدوجة حيث سيتحرر من العبودية وينال الحرية والمكانة والاحترام في المجتمع من جانب ومن جانب آخر سيتيح له هذا المناخ الجديد لأن يؤصل لإعلام متحضر وهادف ومتخفف من أعباء وحمولات الماضي بكل تقاسيمه المتناقضة وغير المتسقة وغير المنتجة بطبيعة الحال.
إذاً، يحتاج المنتسبون إلى "حزب صاحبة الجلالة" إلى (حاضنة) مستقلة تتيح لهم التفكير بصوت عال في همومهم وهموم وطنهم بعيداً عن قرصنة القوى التي لا علاقة لها بالصحافة والإعلام وهو ما يوجب الأخذ بزمام المبادرة ...!!!
لكــزة
في المقال السابق ألمحت بوضوح إلى عملية استهداف لكوادر أنصار الله في هذه المرحلة كبديل للاشتراكيين الذين استهدفوا في مرحلة 93- 94م ، وبعد ما حدث من اعتداءات في الفترة الماضية وأهمها اغتيال الشهيد عبد الكريم جدبان نتلقى اليوم نبأ اختطاف الإعلامية سراء الشهاري مراسلة قناة (المسيرة) بصنعاء وهي إبنة فوزية الشهاري عضو مؤتمر الحوار عن مكون أنصار الله.. كنا نحسب أنهم سيستهدفون الرجال ولكنهم لم يعودوا يفرقوا، فالأزمة الأخلاقية حولت كل شيء إلى كوميديا سوداء !!!.
المقالات الاقدم:
أحدث المقالات - من جميع الأقسام:
مقالات متفرقة:
المقالات الأكثر قراءة:
- منظمة الصحة العالمية : 10 آلاف قتيل و60 ألف جريح حصيلة حرب اليمن - 2018/12/10 - قرأ 127132 مرُة
- اليمن .. معركة جديدة بين قوات هادي والحراك الجنوبي في شبوة - 2019/01/09 - قرأ 26818 مرُة
- غريفيث لمجلس الأمن: هناك تقدماً في تنفيذ اتفاق استوكهولم رغم الصعوبات - 2019/01/09 - قرأ 26114 مرُة
- تبادل عشرات الأسرى بين إحدى فصائل المقاومة اليمنية والحوثيين في تعز - 2016/06/01 - قرأ 20498 مرُة
- المغرب يكشف عن "تغير"مشاركته في التحالف - 2019/01/24 - قرأ 17787 مرُة